لماذا نُقل الإمام من أنقرة إلى بورسا؟

لماذا نُقل الإمام من أنقرة إلى بورسا؟

في صباح يوم الخميس، الحادي والعشرين من شهر آبان عام 1343هـ.ش (الموافق للحادي والعشرين من نوفمبر 1964م)، وبعد سلسلة من تغييرات متكرّرة في مكان إقامة الإمام، نُقل سماحته من أنقرة إلى مدينة بورسا.

بحسب مراسل جماران، ففي فجر يوم الأربعاء الثالث عشر من آبان 1343هـ.ش (الموافق للتاسع والعشرين من جمادى الآخرة 1384هـ)، قام مئات من الكوماندوز والمظليين المسلّحين بمحاصرة منزل الإمام الخميني (قده) في قم، واعتقاله، ثم نقلوه إلى مطار مهرآباد، حيث أُركب على متن طائرة من نوع «هرکولس» تابعة لسلاح الجوّ الشاهنشاهي، لتَقلع بعد أقل من تسعين دقيقة متّجهة نحو تركيا.

وبعد ثلاث ساعات ونصف من الطيران، هبطت الطائرة في الساعة الحادية عشرة والنصف قبل الظهر في مطار أنقرة. وهناك، تقدّم أحد عناصر الأمن التركي، وكان يتحدث بالألمانية، نحو العقيد «أفضلي» أحد ضباط جهاز السافاك المرافقين للإمام، وبعد حديثٍ قصيرٍ بينهما، نُقل الإمام بالسيارة مباشرةً من المطار إلى فندق «بلوارد بالاس» الواقع في مركز المدينة، إلى الغرفة رقم (514) في الطابق الرابع، والتي كانت قد أُعدّت مسبقاً لاستقباله.

وقبل إقلاع الطائرة من طهران، سلّم أحد مسؤولي السافاك جواز سفر الإمام إليه قائلاً: «أنتم ذاهبون إلى تركيا، وستلتحق بكم عائلتكم قريباً».

ولأجل إبقاء مكان إقامة الإمام طيّ الكتمان، نُقل في اليوم التالي، الساعة الثانية بعد الظهر من يوم الخميس الرابع عشر من آبان (الثلاثين من جمادى الآخرة 1384هـ)، إلى الطابق الثامن من أحد المباني الجانبية في شارع أتاتورك يُعرف باسم «Fotoetem»، وكان يتمتّع بحمايةٍ أكبر من المكان الأول.

وأخيراً، وبعد أسبوعٍ من التنقلات المستمرة، وفي الساعة السادسة من صباح يوم الخميس الحادي والعشرين من آبان، نُقل الإمام إلى مدينة بورسا الواقعة على بُعد 460 كيلومتراً إلى الغرب من أنقرة (قرب بحر مرمرة). وقد تمّ هذا الإجراء بهدف عزل الإمام أكثر وقطع كلّ أشكال التواصل معه، ومنعه من أيّ نشاطٍ سياسي.

----------

القسم العربي، الشؤون الدولیة.

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء