لا تظنوا أن في إيران اليوم حكومة مستبدة، تستطيع أن تتصالح مع شخص يعارضه الشعب. او ان رئيس الجمهورية مستبد بحيث يستطيع أن يتحدث مع الآخرين ويقوم بعمل خلافاً لرغبة الشعب. هنا آراء الشعب هي التي تحكم. هنا الشعب هو الذي يمسك بزمام أمور الحكومة. الشعب هو الذي يعين الأجهزة. ولا يجوز لأي منا أن يخالف حكم الشعب ولا يمكن له ذلك. إذا كان لديكم مهمة لاطفاء نار الحرب (وهو أمل جميع المسلمين) يجب أن تجروا المعتدي إلى المحاكمة. وأن تؤدبوا المعتدي. أخرجوا من منهم في بلادنا، وأن تحكموا على صدام بان يخرج من بلادنا، وأن يتوقف جيشه عن الاعتداء، وبعد توقفه عن الاعتداء فلتأت هيئة دولية- بعد ان تؤسس الهيئة في مكان ما- تأتي إلى هنا لتنظر في الجرائم الحاصلة؛ فإذا كنا نحن المجرمين فليؤدبونا، وإذا كان صدام هو المجرم فليؤدب. هذه هي طريقة الإسلام.
الإسلام امرنا بأمور صحيحة. قال لنا أن نكون جميعاً مع بعضنا، وأن لا نكون متفرقين . وأن نتجاوز الشعار إلى الواقع، وأن نكون جميعاً مع بعضنا. وأن لا نكتفي بأن نجتمع في اجتماعات وندوات دون أن يكون لها أي أثر واقعي. دققوا أنتم في هذا المعنى، وهو أن المؤتمر الذي أقيم في الطائف ماذا فعل للمظلومين هنا في بلادنا والمظلومين في فلسطين، والمظلومين في لبنان؟ ماذا فعل للمسلمين؟ فقط نجتمع، إننا مسلمون وأن ننادي بالإسلام؟ هذا الشعار لا نردده نحن فقط، كان يردده محمد رضا أكثر، و يردده صدام أكثر، ويردده الاشخاص المتسلطون ظلماً على الإسلام، والحكومات والشعوب الإسلامية، وهم يرددون هذا الشعار بظلم. ولكن أنتم إذا أردتم التحقيق حقيقة، وإذا كان عندكم حسن نية، واتيتم فعلا من أجل اطفاء نار الحرب يجب ان تجلسوا للتحكيم، ويجب ان تروا الحدود، وذلك الجانب وهذا الجانب ويجب ان تروا الشعوب. الشعب العراقي هل هو راض عن حكومته أم لا؟ ويجب أن تروا الشعب الإيراني هل هو راض عن حكومته؟ وهل يؤيد هذا الرئيس؟ وهل يؤيد رئيس الوزراء؟ وهل يؤيد هذا المجلس؟ وإذا كانت الشعوب تؤيدهم فالحكومات قانونية، وإذا لم تؤيدهم فالحكومات غير قانونية، ويجب أن لا يؤيد العالم الحكومة غير القانونية، إذا كانوا صادقين في قولهم فان الشعوب يجب أن تحكم. وإذا كان ما يقولونه صحيحا في ضرورة مراعاة حقوق الإنسان؛ يجب الرجوع إلى الشعوب. ونحن مستعدون أن تاتوا إلى هنا وأن تجروا استفتاء وتجعلوا مراقبين لكم على الاستفتاء: لتسألوا الشعب هل تؤيدون هذه الحكومة وهذا المجلس وهذا الرئيس أم لا؟. وأن تذهبوا إلى العراق بطريقة من الطرق بحيث لا يكون هناك اجبار واكراه، وان تجروا هناك استفتاء، وانظروا هل يؤيد الشعب العراقي كما يؤيد الشعب الإيراني حكومته أم لا؟ إذا رفض الشعب الإيراني الحكومة الإيرانية ورفض رئيس الجمهورية والمجلس يجب أن تقولوا لهؤلاء المسؤولين أن يذهبوا جانباً ثم يقوم الشعب بدوره بنفسه. وإذا لم يرفضهم الشعب، إذهبوا إلى العراق وأجروا أيضاً هناك استفتاءً واسألوا الناس هل يؤيدون هذا الحزب وهذا المجلس الحزبي وهذا [المسمى] بصدام ورئيس الجمهورية هذا (كما يقولون) أم إنهم لا يؤيدون؟ اذا كانوا يؤيدون عندئذ أجلسوا وصالحوا. وإذا كان هؤلاء لا يؤيدون فنحن أيضاً لا نؤيدهم ولا يؤيدهم أحد إلا من كان معهم من أتباعهم وأمريكا والاتحاد السوفياتي.
إذا كان هذا هو موضوع اجتماعاتكم فلا أثر لها فان كلامنا وكلامكم لن يصل إلىنتيجة. يجب أن نكون جميعاً تحت لواء الإسلام وتحت راية الإسلام ولكن ليس بالشعار، بل في الواقع والحقيقة، وإذا كنا حقيقة تحت راية الإسلام عندها يمكن القيام بعمل ما. ولكن إذا كانت مجرد مراسم، يوماً في الطائف، ويوماً في إيران، ويوماً آخر في مكان آخر، وهكذا حتى النهاية. وسيبقى المسلمون تحت ضغوط الأجانب حتى النهاية. وسنبقى مظلومين حتى النهاية، وستبقون مظلومين حتى النهاية. نستطيع أن نخرج نحن وأنتم من تحت سيطرة الظلم، ظلم القوى الكبرى عندما نعي ذاتنا مع مليار مسلم مع كل تلك الثروات التي عندنا وعندما نعي الإسلام، وعندما ننتبه إلى الإسلام ونعمل بأوامر الله. إذا عملنا بأمر الله فان الله تبارك وتعالى سينصرنا (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم). [سورة محمد الآية 7]
صحيفة الأمام الخميني العربية، ج14، ص133.
---------------------
القسم العربي، الشؤون الدولية.