منذ البداية، كان هناك تواصل وثيق بين مقرّنا ومكتب الإمام، وكان القائد رضائي ينقل باستمرار آخر الأخبار عن وضع الجبهات إلى السيد أنصاري ليُبلغها إلى الإمام.
بحسب مراسل جماران، بعد انتهاء الحرب التي استمرت ثمانية أعوام، بقي عدد من الرجال للدفاع عن وطنهم. كانوا يلبسون بزّتهم العسكرية دائمًا، لا يعرفون ليلًا أو نهارًا، ولديهم ميدالية الخدمة فوق صدورهم. غُلامعلي رشيد كان واحدًا منهم، حينها كان شابًا في أوائل العشرينات، وعندما جلس أمام الإمام بركبتيه ليروي تقريره، لم يكن قد أتمَّ بعد الخامسة والعشرين من عمره.
مرّت السنون وبقي متمسّكًا بعهده، حتى في فجر يوم الجمعة الثالث والعشرين من خرداد عام 1404 هـ ش، حظي بالشهادة وانضم إلى رفاقه الشهداء، ورافقه ابنه في ذلك.
كان القائد غلامعلي رشيد، الذي كان يقود مقر خاتم الأنبياء (ص)، قد تحدّث في مذكراته عن الأيام التي تولّى فيها مسؤولية عملية كربلاء 5، حينما ذهب إلى جماران لعرض مسألة مهمة:
كانت عملية كربلاء 5، وكنت في مقر قيادة الحرس الثوري مسؤولًا عن تلك العملية. بكفاءة هذا المنصب كنّا نناقش خرائط العمليات مع القائد رضائي، كما كنا على تواصل مع غالبية قادة الفِرَق لتبادل الأخبار والمعلومات في الوقت المناسب. وكان من مقرّنا أيضًا اتصال وثيق بمكتب الإمام، وكان القائد رضائي يُرسل بانتظام أحدث الأخبار عن وضع الجبهات إلى السيد أنصاري ليبلغها للإمام.
بالطبع، السيد أنصاري قد تلخّص له مسبقًا بعض التفاصيل المتعلقة بالمنطقة العملياتية من على الخرائط.
في اليوم العاشر أو الحادي عشر من العملية، اشتدّت هجمات العدو إلى حدٍّ لم يُعهد مثله. يمكن القول إن العدو جلب كل ما يملك إلى ساحة القتال، والحرس الثوري بذل كل جهده. إحدى النقاط التي كانت تتعرّض لقصف شديد كانت مقر قواتنا البرية في شكلٍ خماسي شمال شلمجة. لمواجهة هذا الضغط الكبير، خاصة من الهجمات الجوية، كنا بحاجة ماسة إلى أسلحة دفاع جوي متخصصة.
برفقتي السيد رفيق دوست والقائد باقري، تم تكليفنا من قبل القائد رضائي بالذهاب إلى طهران. تقرّر أن ننقل تقرير الوضع إلى المرحوم السيد أحمد، وإذا سنحت الفرصة، نعرض الأمر على حضرة الإمام. ومع التقرير المفصل الذي قدّمناه إلى المرحوم السيد أحمد، أشرنا إلى احتياجاتنا التسليحية بما في ذلك دفاع جوي، وعدد من الدبابات والمركبات المدرعة التي يجب أن يوفرها الجيش. كما طلبنا لقاء الإمام.
المرحوم السید أحمد وافق، وبعد أداء الإمام للصلاة، تشرفنا بلقائه. الإمام كان واقفًا وما زال السجّاد في يده. قبلنا يده وبعد تقديم التحية، قدّمنا طلبنا كتابيًا وأيضًا شفهيًا عن طريق السيد رفيق دوست. الإمام، مطمئنًا تمامًا إلى صدق كلامنا، أمر فوراً بمتابعة الطلب والعمل على إيجاد الحلول اللازمة مع المرحوم السيد أحمد.
--------
القسم العربي، الشؤون الدولیة.