من آداب الصلاة: سِرُّ القِيام على نحو الإجمال

من آداب الصلاة: سِرُّ القِيام على نحو الإجمال

اعلم أن أهل المعرفة يعدّون (القيام) إشارة إلى توحيد الأفعال، و(الركوع) إشارة إلى توحيد الصفات، و(السجود) إشارة إلى توحيد الذات، وسيأتي توضيح ما يتعلّق بالركوع والسجود في محلّه.

أما كيف يكون القيام إشارة إلى التوحيد الأفعالي: فهو أن في القيام ذاته من حيث الوضع، والقراءة من حيث اللفظ، إشارات إلى هذا المقام.

أما إشارة القيام وضعاً إلى ذلك المقام، فتكمن في أن فيه إشارة إلى قيام العبد بالحق، ومقام «قيّوميّة» الحق، وهي التجلّي (الفيض المقدّس)، والتجلّي الأفعالي. ففي هذا التجلّي يظهر مقام فاعليّة الحق، واضمحلال كافة الموجودات في التجلّي وذوبانها تحت الكبرياء الظهوري.

والأدب العرفاني للسالك في هذا المقام يتمثل في السعي لجعل القلب ذاكراً ليد الطلعة الإلهيّة، وترك التعيّنات النفسية قدر المستطاع، وتذكير القلب حقيقة الفيض المقدّس، وإيصال علاقة قيّوميّة الحق وقيام الخلق بالحق إلى باطن القلب.

---------

القسم العربي، الشؤون الدولية، آداب الصلاة، الامام الخميني، مؤسسه تنظيم ونشر تراث الامام الخميني،صفحه 221.

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء