إعلم أن الرياء هو عباره عن إظهار وإبراز شيء من الأعمال الصالحة أو الصفات الحميدة او العقائد الحقة الصحيحة للناس لاجل الحصول على منزلة في قلوبهم والاجتهار بينهم بالصلاح والاستقامة والامانة والتدين بدون نية الهية صحيحة وهذا الامر يتحقق في عدة مقامات:
المقام الاول وله درجتان:
الاولى: وهي أن يظهر العقائد الحقة والمعارف الالهية من أجل أن يشتهر بين الناس بالديانة ومن أجل الحصول على منزلة في القلوب كان يقول اني لا اعتبر أن هناك مؤثراً في الوجود الا الله او أن يقول اني لا اتوكل على احد سواء الله او أن يثني على نفسه كناية أو اشارة بامتلاك العقائد الحقة وهذا الاسلوب هو الاكثر رواجا فمثلا عندما يجري حديث عن التوكل أو الرضاء بقضاء الله، يجعل الشخص المرائي نفسه في سلك اولئك الجامع بواسطة تأوّهه او هزّ راسه.
الثانية وهي أن يبعد عن نفسه العقائد الباطلة وينزه نفسه عنها لاجل الحصول على الجاه والمنزلة في القلوب سواء كان ذلك بصراحة القول أم بالاشاره والكناية.
المقام الثاني وفيه ايضا مرتبتان احدهما أن يظهر الخصائص الحميدة والملكات الفاضلة والاخرى أن يتبرأ مما يقابلها وان يزكي نفسه للغاية نفسها التي اصبحت معلومة.
-----------------------
القسم العربي، الشؤون الدولية، كتاب الاربعون حديثاً، تعريب السيد محمد الغروي،صفحة 55.