الاحداث الكبری لم تكن مبرراً لأن يتخلف الامام عن القيام بمهامه الحوزوية وتدريسه للفقه الاسلامي، أو أن يضعف ويتكاسل عن اداء اعماله. ففي كثير من الاحيان كنت والكثير من الطلاب نتخلف عن حضور درس الامام بسبب الاحداث السياسية الخطيرة التي كانت تمر بها البلاد، أو كنّا نحضر الدرس قلقين مكرهين. بيد أن الامام وفي تلك اللحظات الحساسة التي كان يمرّ بها سماحته نظراً لمعايشته للقضايا السياسية الحساسة الخطيرة، عندما كان يعطي درسه كان يخوض فيالمسائل الفقهية ويوضحها بدرجة من الاحاطة و المهارة وكأنه لم يحدث شيئاً. علی سبيل المثال عندما اقدم النظام البعثي علی اعتقال نجل الامام المرحوم السيد مصطفی ونقله الی بغداد، لم يطرأ أدنی تغيير علی برنامج تدريس سماحته، بل استطيع القول أن الامام كان اوسع بحثاًواكثر عمقاً في البحث العلمي من الأيام الاعتيادية.
(حجة الاسلام سيد حميد روحاني، مقتطفات من سيرة الامام الخميني،ج5، ص 118).