لما توفي آيةالله البروجردي، كان الجميع يترقب ليری من الذي سيتولی زمام المرجعية. بالنسبة لنا نحن تلامذة الامام كنّا نفكر بأن نحاول تكريم الامام اثناء تشييع جثمان السيد البروجردي،وأن نلفت الانظار من خلال ذلك الی أن عدة كثيرة من طلاب الحوزة العلمية يؤيدون زعامة الامام الخميني ومرجعيته. ولهذا كنا نفكر بالتجمهور حول الامام أينما وجد خلال التشييع ونرفع اصواتنا بالتهليل والصلوات علی محمد آله. وبذلك نعبر عن حبنّا وتقديرنا للامام، وفيالوقت نفسه نلفت انظار المشيعيين الی سماحته. ولكن كلما بحثنا عن الامام خلال مراسيم التشييع لم نعثر علی الامام. وقد قال الامام فيما بعد موضحاً: لم آت الی تشييع جنازةالسيد البروجردي، ليس لأن حالتي الصحية لم تكن تساعد و لم أتمكن من المجيء، بل لم آت لأني رأيت أن تشييع الجنازة سوف يترتب عليه تبعات، وأن ثمة قضايا سوف تتخلله. وكياكون بعيداًعن هذه القضايا قررت عدم المشاركة في التشييع. ثم أضاف: أن كل من يحمل مشاعر ودّية تجاهي، فليحرص علی الاحتفاظ بها في قلبه. فلا يخطو احدكم ولا خطوة واحدة من أجل زعامتي.
(آية الله محمد مهديرباني املشي، مقتطفات من سيرة الامام الخميني،ج5، ص142).