لا أنسی أبداًما حدث لي في بداية حضوري بحوث الامام في درس الخارج. ففي تلك الفترة، ونتيجة لتشجيع الامام وترغيبه، كنت احرص علی تدوين بحث (المعاملات) لدروس سماحته بمثابة قواعد فقهية. وفي احد الايام بعد انتهاء الدرس، وفيما كنا في الطريق الی المنزل، قلت لسماحته: لقد دوّنت جانباًمن أبحاثكمفهل تسمح بالاطلاع عليه؟ فقال: اجل، وقد رحّب كثيراًبخطوتي هذه. و حينها تعجبت كثيراًكيف وافق سماحته علی الاطلاع علی ما كتبته رغم كل مشاغله. فيالحقيقة أن الامام كان بذلك يشجعنا علی البحث و ينمي قدراتنا العلمية. لقد كان موقف الامام هذا بالنسبة لي موضع بهجة وسعادة الی كبير، لأنه يدل على شدة تواضعه أمام أحد الطلبة التحق للتو بأبحاث درس الخارج. لقد وافق سماحته علی قبول البحث و قراءته، و كتابة صفحتين من إشكالاته، وشجعني علی روحية التأمل و النقد قائلاً: (إن محاولة الاشكال تستحق التقدير).
(حجة الاسلام سيد محمد سجادي اصفهاني، مقتطفات من سيرة الامام الخميني،ج5، ص86).