في العلم والثقافة، تلازم كامل وانسجام يحوطه الفكر، بهدف رفعة الانسان وتقدمه، وصعوده الى منصة انسانيته، التي ارادها الله تعالى له، على ان لا ينحرف عن الطريق القويم والصراط المستقيم، فكل واحد منا في مفترق مسار يتيح له الانتخاب الافضل والارجح، بهداية الله عز وجل، والاعتصام بالعروة الوثقى، التي لا انفصام لها ... ولاهمية ذلك، فقد وضعت الثورة الاسلامية، بقيادة سماحة الامام الخميني (قدس سره)، وضعت التعليم والتثقيف نصب العين، وقامت بتنمية العلم وتطويره ونشره ما استطاعت، وانارة الطريق امام الشباب المتحفز الثائر، للوقوف على الاسلام والقران الكريم، وما احتواه ذلك، على حقيقته الناصعة، بعد ان حاول العهد البهلوي المقبور، حرف الافكار والاذهان، نحو مبادئ هدامة غربية، اوجدت للقضاء على كل ما يرفع مكانة الانسان المسلم خاصة، لغرض الاستعباد والاستحمار، واشاعة الافكار الشيطانية بحذافيرها، لتحويل الشباب الى مطايا، يسوقها اصحاب ما يسمى ب (التمدن والحضارة الغربية ! )
كان الامام الخميني (قدس سره) يؤكد على أن الثقافة الاستعمارية لا يمكن أن تنتج أمة حرة لأن صوغها بيد اولئك المستكبرين لايحمل عناصر الثقة بأنهم يريدون الرقي والتقدم، وأنما يريدون ترويج الفكر الذي ينتج العبودية والذلة في النفوس والتسليم للفكر الاستكباري بالكامل، ويقول (قدس سره) (الثقافة هي أساس السعادة والتعاسة للأمم، وإذا أصبحت الثقافة غير صالحة فإن هؤلاء الشباب الذين يتلقون هذه الثقافة الفاسدة سوف يصبحون هم مصدراً للفساد، والثقافة الاستعمارية تصنع للأمة شباباً مستعمراً، فالثقافة التي يصممها لنا الآخرون ويخططها لنا الأجانب وبواستطها يقومون بتزييف المجتمع هي ثقافة استعمارية طفيلية، وهي بالنسبة لنا أسوأ حتى من أسلحة هؤلاء المستكبرين.
ولهذا اعتبر الإمام (قدس سره) أن التخلي عن الثقافة الأصيلة للأمة هو تخلٍ عن هويتها ووجودها ويقول (إن ثقافة كل مجتمع تعبر أساساً عن هوية ووجود هذا المجتمع، ومهما كان هذا المجتمع قوياً من النواحي الاقتصادية والسياسية والصناعية والعسكرية فإن الانحراف الثقافي سيحوله إلى كيان خاوٍ وفارغ من أي اعتبار وقريب من السقوط...).( من أنوار العشق الخميني، الشيخ محمد مقداد، ص56)