بسم الله الرحمن الرحيم
يطل علينا ميلاد النبي الاعظم (ص)، والعالم كله يمر بظروف صعبة جدا،و ازمات متتالية،خانقة،اهمها واكثرها ايلاما جائحة (كرونا)،التي لم يستطع اي احد، مهما كان، التصدي لها والوقوف بوجهها، الا ما رحم الله تعالى ... ولهيب (الاسلام فوبيا) الذي يجتاح اوربا ويروج له ويشعل ناره، اكثر فاكثر، لتلتهم ما تستطيع،اقزام نصبوا انفسهم رؤساء لهذا البلد او ذاك ! وما يعاني حكام امريكا،من امراض نفسية شديدة وادمانهم على الحقد والعداء المتواصل على ايران الثورة،و ما يسمى بالتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، وهو في الحقيقة عار وذلة ما بعدها ذلة ... والحرب المستعرة بين ارمينيا واذربايجان ... والحرب الظالمة الظروس،التي يشنها ال سعود وال نهيان وعبيدهم،على الشعب اليمني الابي، المجاهد، الصامد ... هذه الظروف جعلت من الشعوب المسلمة، اكثر تاخيا وتكاتفا وتضامنا، للدفاع عن نبي الرحمة واشرف الرسل محمد (ص)، والاستنارة بالقران الكريم،و السيرعلى طريق الحق والصراط المستقيم،الذي جاء به الاسلام المبين. فالميلاد هو، اذن، ميلاد هادي البشرية جمعاء ولا سيما المستضعفين والمحرومين، الذين فجروا حركات التحرر والانعتاق، خاصة الثورة الاسلامية الايرانية المظفرة، بقيادة حفيد الرسول الاكرم (ص)، سماحة الامام الخميني (قدس سره). قال مهنئا : "نحن على أعتاب يوم مقدس وعيد مبارك، يوم ولدت فيه أعظم شخصية في العالم لإصلاح البشر وايجاد أكبر التغييرات وكذلك الولادة السعيدة لحفيده الامام الصادق سلام الله عليه، الذي قام بنشر المذهب وعرض الإسلام والدعوة إلى الانتقال من الشرك والالحاد وعبادة النيران وجميع أنواع الفساد إلى الاستقامة والتوحيد في مكانٍ حكمته الأصنام بدلًا من حكم الله وفي عصر عبدت فيه النيران بدلًا من حمد الله تعالى.هذا اليوم الذي نقترب منه هو يوم مبارك، يوم الأمل الذي بشّر الناسَ بالهداية والاستقامة على صراط الإنسانية المستقيم.وأتباع النبي الأكرم الحقيقيون هم هؤلاء الذين يتابعون مسيرته ويهتدون بهديه بحيث يبدأون بأنفسهم وصولًا إلى الآخرين.أيها الطلبة الشبان وأيها الشباب الأعزاء القادمون من كل مكان أنتم أمل هذا الشعب وعليكم السير على هذا النهج الذي أمامكم حتى نهايته. هذا الصراط المستقيم الذي رسمه الأنبياء للبشرية وجعله النبي الأكرم، آخر الأنبياء وأشرفهم، أمام الناس ودعا إلى هذا الصراط المستقيم وهداهم إلى مسير الإنسانية والخروج من جميع الظلمات والكفر والالحاد إلى النور المطلق. عليكم أنتم الشباب مواصلة هذا الطريق لتكونوا أتباعا لائقين للرسول الأكرم ومدرسة الإمام الصادق (ع)".)صحيفة الامام، ج14،ص9)
ومباركا :" أبارك لكل المستضعفين والمحرومين ولجميع شعوب العالم وخصوصاً المسلمين بمناسبة المولد السعيد والهجرة المباركة لخاتم النبيين وأفضل المرسلين، التي كانت منطلقاً للنهضة الإسلامية والإلهية، ومصدر نشر العدالة ودين تهذيب الإنسان، ونقطة البداية في الحركة باتجاه اقتلاع اساس الظلم والمكر، والارتقاء الى المكانة الإنسانية السامقة، والهجرة من كل أنواع الظلم والخصال الشيطانية-- الحيوانية صوب النور المطلق ومصدر الكمال، ومؤسس الأمة والإمامة. يجب على المسلمين وهم على أعتاب القرن الخامس عشر الهجري أن ينهضوا ويدافعوا تحت الراية الإلهية-- الإسلامية عن حقوقهم الحقة، ويقطعوا دابر الجائرين، لا سيما القوى العظمى في الشرق والغرب، ويوقفوا الدكتاتوريين المدعين الديمقراطية والشيوعية عند حدّهم".(صحيفة الامام، ج12، ص118)و منوها انه : "لا بد من مراعاة الأخلاق والآداب مثلما كان يفعل الأنبياء والأولياء وأئمتنا حيث كانوا يكرسون وقتهم لخدمة الناس ويتصرفون معهم بكل ودّ ورأفة وخلق إسلامي رباني. وأنتم أيضاً عباد الله وأمّة النبي محمد وشيعة أمير المؤمنين ينبغي أن يكون تصرفكم بهذا النحو". (صحيفة الامام، ج17، ص74)
فهذا:
نبينا الامر الناهي فلا احد
ابر في قول لا منه ولا نعم
هو الحبيب الذي ترجى شفاعته
لكل هول من الاهوال مقتحم
دعا الى الله فالمستمسكون به
مستمسكون بحبل غير منفصم
فاق النبيين في خلق وفي خلق
ولم يدانوه في علم ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمس
غرفا من البحر او رشفا من الديم . ( من قصيدة البردة للبوصيري ) .
_______
د . سيد حمود خواسته،القسم العربي،الشؤون الدولية،مؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام الخميني (قدس سره) .