اسامة محمود احمد ناجي
تعتبر دراسة فكر الامام الخميني وارائه في قضايا الدين والحياة والاجتماع الانساني امر ضروريا وملحا يكتسب ضرورته من اهمية التعرف الى فكر هذا القائد الذي استطاع احداث تحولات فكرية وسياسية في مسار الحياة العامة للمسلمين في مواقع انتشارهم الجغرافي وفي المجتمعات الدولية التي يقيمون فيها فضلا عن تأثيراته السياسية والفكرية في العالم وذلك من خلال قيادته ثورة اسلامية شعبية تمكنت من انشاء نظام حكم سياسي مغاير للكثير من النظم السياسة السائدة في عصره وتنبع تلك الاهمية ايضا من ان هذا الفكر الموجود في صحائف الكتب، اذ لم يصف الامام جديدا على اصولة وثوابته وجل ما قام به هو نفخ الروح وبعث الحركة في فكر موجود والعمل على تطبيقه وتحريكهفي عقول الناس وافئدتهم الى منابعه الاصيلة مع مايستلزم من الغاء المسافة بين الدين و السياسة، (عودة الاسلام الى الحياة وعودة الامة الوسط لممارسة دورها على الساحة البشرية وعودة كيانها المسلوب يفرض اولا القضاء على فكرة انفصال الدين عن السياسة).
ان الاطلالة على هذه الشخصية تصبح من الاهمية بمكان حين نجد مستوى تأثيرها العالمي ومدى توالي تلك التأثيرات خلال حياة الامام وبعد وفاته خاصة اذا ما لاحظنا ندرة ما تحويه المكتبة العربية من كتب علمية دقيقة تعالج الفكر السياسي لتك الشخصية، اذ لايعدو معظم ما كتب كونه توثيقا لخطابات الامام او لسيرة حياته و لاحداث الثورة وعلاقته بها. وبرغم العديد من المقالات والدراسات التي نشرت حول الامام الخميني الا ان احدا لايمكنه ان يزعم انه استطاع ان يقدم او يتناول جميع افكار الامام ونهجه ونهضته وهذا لايعني ان شخصيته الامام وحركته مبهمة او مشوشة لايمكن التقاط ابعادها ومضامينها بل هي واسعة الابعاد شمولية في مضمونها وعميقة في غورها، برغم صعوبة تناول كل بعد من الابعاد على حده وتفسير وبلورة النظريات فيه فان اختلاف اهتمامات الكتاب الذين قاربوا فكر الامام ونهضته انتج اختلافا في مناهج تناول شخصيته و نهضته فنرى ان الفقهاء وعلماء الدين اخذوا البعد الفقهي والعلمي والعرفاء تناولوا البعد العرفاني في شخصيته وفكره وهكذا علماء السياسة والاجتماع والقانون تناول كل منهم شخصية الامام من خلال بعد معين.