كان سماحة الامام الخميني (قدس سره) يتمتع برؤية شاملة حول المرأة، مأخوذة من سُنة المعصومين (ع) واوامر القرآن الكريم. كان يسعى لأضفاء صورة اصيلة على المرأة حسب سُنة النبي (ص)،ففي الوقت الذي تلعب فيه دوراً كزوجة وام كعامل رئيسي في الاسرة، يمكن الانتفاع مما تتمتع به من قُوى في المجتمع، ايضاً. لقد سعى الامام (قدس سره)، خلال رؤيته هذه، الى تحرير المرأة بالتدريج من التحجر والأباحية، وايصالها الى منصة المرأة المسلمة والمؤمنة. كان سماحته يعتقد بأن الدور الاول في العلاقات الاجتماعية والحركات السياسية والثقافية، يعود للمرأة، فهي التي تربي افراداً مرموقين، وافراداً يحتلون مكانتهم في سُوح الجبهات والجهاد... وهي التي تبعث على اندفاع المجتمعات والحركات السياسية والثقافية اكثر فاكثر بتواجدها فيها. بلغ عدد من طهران وقع الامام (قدس سره) في النجف الاشرف، بأن النساء اللاتي يشتركن في التظاهرات والمسيرات، قد يتعرضن الى الاعتقال، التعدي والتعذيب.. وطلبوا من الامام (قدس سره) الأفصاح عن نظره حول ذلك.. كأن يتفضل (مثلاً) بعدم مشاركة النساء في المسيرات.. فيتمثلن لأمره.. مما ادى الى شدة غضب الامام وانزعاجه. فقد كان سماحته يؤمن بأن عدم مشاركة النساء في النضال والحركات السياسية والاسلامية يؤدي الى عدم تكامل وفشل ذلك. يتوجب على النساء الاشتراك في كافة النشاطات، جنباً الى جنب مع الرجال، ولايحق لاحد ان يتكلم بابعاد النساء من الحركات السياسية، الاجتماعية والثقافية.
على خُطى الشمس (پای به پای آفتاب)، ج2، ص 156-157، من خواطر حجة الاسلام والمسلمين السيد علي اكبر محتشمي.