أطَل عليَّ الامام من خلال ما يتمتع به من ارادة وعزم وتصميم، ارادة هؤلاء الرجال الذين قال فيهم الله على لسان رسوله: (لله رجال إذا قالوا قال)
واكتفي هنا بذكر قصة يذكرها العلامة الشيخ محمد جواد مغنية التي تؤكد الارادة القوية التي كان يملكها الامام الخميني البعيدة عن ردة الفعل والاستفزاز والإستدراج بل وتؤكد بأنه دائما مالكاً زمام المبادرة بدرس وتخطيط وتنفيذ وباعصاب هادئة هدوء الايمان. يقول الشيخ مغنية: "وقع في يدي كتاب قد صدر حديثا عن احد دعاة الوهابية يتحدث بافتراءات عن الشيعة ومذهب أهل البت لتصل به الوقاحة الى التكفير واخراجهم من ملة الاسلام".
فذهبت الى النجف وتباحثت في هذا الموضوع مع كثير من العلماء الموجودين حينها في النجف لأستجمع أفكارا عن كيفية الرد على هذا المفتري، ومن جملة من التقيت بهم الامام الخميني فجلست معه وحدثته عن هذا الموضوع مدة تقترب من الساعة والنصف. في كل هذه المدة هو ساكت. فظننت انه الوحيد ممن التقيت بهم. سيفيدني بافكار هامة. هذا ما استنتجته من نظراته الحادة لي. فعندما شرحت ما شرحت وانهيت ما عندي من الكلام، نظر الىَّ وقال: "يجب أن يسقط الشاه". نزلت هذه الجملة عليَّ كالصاعقة من شدة الصدمة، أتساءل مع نفسي ماذا قلت وماذا قال أكيد هذا ما فهمني. فقلت يومها: أكيد أن هذا ما فهمني: فكرر أنه يجب أن يسقط الشاه. ويكمل الشيخ مغنية وما تأكدتُ من عدم إدراكه كلامي الا بعد الزلزال الكبير التي أحدثته الثورة الاسلامية المباركة فقلتُ في نفسي كلنا مجانين وهو العاقل.
الشيخ موسى ديالو- السنغال