مما لاشك فيه، ان ماقام به الامام الخميني (قدس سره)، من اجل الثورة الاسلامية وانتصارها، منذ البداية، غير خافٍ على احد، لاسيما، عند انطلاقتها الاولى والذين التفوا حول سماحته، واحاطوا بُرعم الثورة بسواعدهم بل بقلوبهم، لتنحو، قوية، صامدة، شامخة، تستظل بها الاجيال وتُورق خضراء، ساطعة، كل وُريقة فيها آية من آيات الله تعالى، تدل على عظمة الخالق عزوجل، وعظمة الاسلام، متمثلاً بالنبي الاكرم(ص) وخلفائه من آل بيته، الأئمة الاطهار(ع).. فالامام، اذن ، كان مهتماً بما بعده.. اهتمامه قد يُعبّر عنه بـ: (القلق) حول مستقبل الثورة التي سقتها دماء زكية ورعتها قلوب مؤمنة بانتصار الاسلام و انحسار (الشيطان) واقزام الشيطان.. وهكذا كان الرسول (ص)، في ايامه الاخيرة، فيما يتعلق، بما يحدث في المستقبل.. وما اعتراه (ص) عند نزول هذه الآية: " يا ايها الرسول بلّغ ما اُنزل اليك من ربك.." .. ففي اواخر عمره الشريف، اهتم الامام الخميني(قدس سره) بحل كل ما يعرقل حركة الثورة ويُربك مسارها المحفوف، بطبيعة الحال، باخطار جمة، شتّى .. حتى ان المقربين من سماحته، كانوا يخشون عليه، لألاّيحدث شيئ ماليس بالحسبان، ويؤدي بحياته، لعلمهم بحالته الصحية وتراكم ماواجه الثورة الاسلامية من مشاكل داخلية وخارجية، الاّ انّ سماحته، قام بافضل مايقوم به عالِم، نافذ البصيرة، راعٍ ومسؤول عن رعيته، حتى عند عرض تغيير بعض فقرات الدستور، كمسألة السلطة القضائية والمجلس، وتداخل واجبات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، وما اقره مجلس الخبراء(الاول) آنذاك... حيث ادرك الامام (قدس سره) بوعيه واشرافه الكامل على ما يُحيط بالثورة واجهزة الحكومة الثورية.. ادرك ذلك ووضع حلولاً كافية، شافية، ابعدت شبح الديكتاتورية عن البلاد، وحصر السلطة والقدرة الحكومية بيد شخص واحد.. وعند موافقته على انهاء الحرب المفروضة وقبوله لقرار مجلس الامن الدولي المتعلق بالحرب، كان عمله صائباً، رغم (القلق) الذي اصاب المقاتلين في جبهات القتال والشباب.. فقد نظره حول مسألة الحرب.. ان المسألة، اذا كان من المفترض ان تُحل، فلْتُحل في عهده، اي زمن حياته.. وهكذا، فقد عبّد الطريق وازاح كل عقباته امام خليفته القادم.. وجاء القائد المعظم آية الله خامنئي بعده، ليكون خير خلف لخير سلف.
د. سيد حمود خواسته، قسم الشؤون الدولية، بتصرف مانقله موقع جماران عن المرحوم آية الله هاشمي رفسنجاني