وفی الدقائق الأولى من بدء التصویت للإنتخابات الرئاسیة، أدلى قائد الثورة الاسلامیة آیة الله العظمى السید علی الخامنئی بصوته، مؤکدًا أن السیادة الشعبیة والمشارکة الجماهیریة الفاعلة فی الانتخابات نعمة کبرى، مشیرًا الى أن الشعب لابد أن یکون شاکرًا على هذه النعمة. ووصف سماحته الانتخابات الجاریة بأنها مهمة ومصیریة وقال: إن مصیر البلاد هو بید الشعب الذی ینتخب الیوم رئیس السلطة التنفیذیة.
ودعا قائد الثورة أبناء الشعب للتوجه الى صنادیق الاقتراع فی الساعات الاولى من العملیة الانتخابیة، لافتًا الى أن العمل الصالح لا بد أن یکون فی أول الوقت من دون أی تأخیر. وقال المرشح حسن روحانی: إن المشارکة الفاعلة للشعب الایرانی فی الانتخابات تعزز الاقتدار الوطنی والامن القومی، مؤکداً: لابد من مساعدة أی مرشح یفوز فی السباق الرئاسی کی یؤدی واجبه على أتم وجه وان الفائز فی السباق الرئاسی لابد ان یعمل من اجل تعزیز الوحدة والوئام والإنسجام فی البلاد.
ووصف روحانی لدى الإدلاء بصوته فی صندوق الاقتراع فی حدیث للمراسلین، یوم الانتخابات بالیوم المبارک للشعب الایرانی، وقال:
إن الشعب هو الذی یقرر فی هذا الیوم مصیره بنفسه.
ووصف السیادة الوطنیة بانها من اهم انجازات نظام الجمهوریة الاسلامیة وقال: إن الشعب الایرانی طالما قام بمسؤولیته لیقرر مصیر بلاده ویبنی مستقبل الاجیال القادمة. وقال: نحن مقبلون على العام 1400 وهو بدایة قرن جدید ولابد ان نکون على أتم الاستعداد للدخول الى هذا القرن. اما المرشّح ابراهیم رئیسی فقال: إنّه یحترم خیار الشّعب ونتیجة الانتخابات أیّا کانت. واضاف فی تصریحات عقب الإدلاء بصوته أن على الجمیع احترام أصوات الشعب، مشیرا الى أن أصوات الشعب هی کلمة الفصل فی الجمهوریة الاسلامیة ولیس أمرا هامشیًّا. ولفت رئیسی إلى أن هذه الانتخابات تکتسب أهمیة خاصة لما تتناوله من أمور سیاسیة واقتصادیة.
کما ادلى المرشحان مصطفى هاشمی طبا ومصطفى میرسلیم، وکذلک کبار المسؤولین والشخصیات السیاسیة والاجتماعیة بأصواتهم فی صنادیق الاقتراع.
هذا وتفقد رئیس الجمهوریة ووزیرا الداخلیة والدفاع صباح أمس، مقر لجنة الانتخابات العامة واطلعوا عن کثب على سیر الاعمال فیها.
وقد أکد وزیر الداخلیة من جانبه ان جمیع الاجهزة التنفیذیة والمشرفة ستعمل بجدیة تامة على صیانة أصوات الناخبین فی کل مراحل الانتخابات.
من جانبه أعلن المتحدث بإسم مجلس صیانة الدستور عباس علی کدخدائی، ان أولویة فرز الاصوات ستکون لرئاسة الجمهوریة عقب الانتهاء من الاقتراع.
هذا وغطت وکالات الأنباء العالمیة وعلى نطاق واسع الانتخابات الرئاسیة الایرانیة بدورتها الثانیة عشرة مشیرة الى التوافد المکثف للشعب الایرانی الى صنادیق الاقتراع فی مختلف انحاء ایران منذ الساعات الأولى لفتح مراکز الإقتراح. وتنافس فی الانتخابات الرئاسیة اربعة مرشحین هم مصطفی میرسلیم ومصطفی هاشمی طبا وابراهیم رئیسی وحسن روحانی، بعد انسحاب مرشحین هما محمد باقر قالیباف واسحاق جهانغیری.
وکان المرشحون الرئاسیون عبروا عن أفکارهم وبرامجهم الانتخابیة فیما لو تولوا رئاسة الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة، وذلک فی ثلاث مناظرات تلفزیونیة بثت على الهواء مباشرة عبر الاذاعة والتلفزیون وبرامج اذاعیة وتجمعات انتخابیة مختلفة.
وبالتزامن مع الداخل، جرت الانتخابات الرئاسیة الایرانیة فی 133 بعثة وممثلیة دبلوماسیة ایرانیة فی الخارج فی 103 بلدان بما فیها السفارات والقنصلیات العامة الایرانیة والمراکز الأخرى التی خصص فیها 286 صندوقًا للإقتراع. وقد تحدثت انباء عن تجاوز عدد المشارکین فی الاقتراع الـ 25 ملیونا حتى ساعات العصر وتوقعت ازدیاء اعدادهم فی ضوء استمرار تدفق المواطنین الى مراکز الاقتراع، مما استدعى تمدید فترة الاقتراع حتى منتصف اللیل، حسب ما تحدث به وزیر الداخلیة.
وقال مساعد محافظ طهران فی الشؤون السیاسیة شهاب الدین جاووشی: إن الناخبین فی العاصمة طهران سجلوا رقما قیاسیا لغایة العصر فی حضورهم بمراکز الاقتراع والادلاء باصواتهم مقارنة بالاعوام الماضیة.
واضاف جاووشی، فی تصریح ادلى به للصحفیین یوم الجمعة، على هامش تفقده لمرکز انتخابی فی شمال العاصمة طهران ان الشعب الایرانی لبّى بصورة ممتازة نداء قائد الثورة القائم على المشارکة القصوى فی الانتخابات وصنع ملحمة أخرى.
وتابع: انه رغم الطوابیر الطویلة للناخبین الا انهم تحلوا بالصبر والتحمل ولابد من الاشادة بمشارکتهم.
وکان رئیس لجنة الانتخابات الایرانیة علی أصغر أحمدی اعلن ان عدد الناخبین الایرانیین یبلغ 56 ملیونا و410 ألفًا و234 شخصًا ممن یحق لهم التصویت. ومن بین هؤلاء هناک ملیون و350 ألفًا و294 ناخبًا بلغوا حتى یوم الانتخابات السن القانونیة للتصویت لیدلوا بذلک بأصواتهم للمرة الاولى.
کما اعلن نائب وزیر الداخلیة الایرانیة للشؤون الامنیة انه تم تخصیص 53 الى 55 ألف مرکز اقتراع للانتخابات الرئاسیة و65 ألف مرکز اقتراع لانتخابات المجالس الاسلامیة البلدیة والقرویة فی أرجاء ایران.
یذکر ان الدورة الثانیة عشرة للانتخابات الرئاسیة جرت بالتزامن مع الدورة الخامسة لانتخابات المجالس الاسلامیة البلدیة والقرویة والدورة الاولی للانتخابات الفرعیة لمجلس الشوری الاسلامی بدورته العاشرة.