كان سماحة الامام الخميني (قدس سره)، اول من لفت الأنظار الى خطر التحجر ومايجرّه من ويلات وضلالة، وبِدَع وابتعاد عن الأسلام الأصيل، ومبادئه المضيئة الهادية الى الطريقة المُثلى والأحسن. ومانراه اليوم من انتشار للفكر الوهابي التكفيري، ومانتج عنه من عصابات وفِرَق ضالّة مُضلِّة كـ :داعش والنُصرة وامثالها، الاّ عُصارة للتحجّر والضلالة التي يهدف اليها (الفكر الظلامي). وقد اشار سماحته (قدس سره) منذ عقود خَلَت، الى ذلك، كموقفٍ صريح ورسمي، عند تأليفه كتاب "كشف الاسرار" عام 1362هـ.ق، حيث دافع سماحته عن الاسلام الأصيل والعقائد الدينية بشكل عقلاني، فلسفي ونقلي (من القرأن الكريم والحديث الشريف)، رادّاً بذلك، على العقائد المتحجّرة والقراءة الخاطئة المتمحورة على الغُلو في الدين، للوهابية، ومايعرضونه من افكار. وقد استمر سماحة الامام (قدس سره) بعد الثورة الاسلامية، بتوعية وتنوير ابناءالشعب الايراني، حول التحجّر ومايهدف اليه، مشيراً الى مجموعات مختلفة، نهضت باسم الأسلام، ولكنّها انحرفت عن الطريق القويم واتخذت التكفير سياسة لها، فأزهقت الأرواح البريئة وسفكت الدماء الزكية وعاثت في الأرض فساداً...
كل ذلك تمّ باسم الاسلام والدعوة الى الاسلام، ومنهم: الخوارج آنفاً واليوم الدواعش وامثالهم، مستنداً على الأية الشريفة "ولاتقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمناً." النساء، (4-94).
ومما كتبه الباحث الفلسطيني مصطفى اللداوي في هذا الصدد:
نحن في حاجةٍ الى تدين رشيد، الى رشدٍ في التدين...
التدين ليس تقليداً أعمى ولاتبعية بغير عقل...
العودة الى الدين يلزمها وعي وفهم وإدراك...
الدين ليس شكلاً ولا لباساً، ولا هو هيئة ولا إطاراً...
الدين قبل ان يكون سيفا ودولة، فهو خلقٌ ومعاملة، وسلوكٌ وعبادة...
المتدينون ليسوا قطعاناً يظلمون يبطشون، يذبحون ويقتلون...
إنما هم رسلٌ... رسلُ رحمةٍ ومحبةٍ ... أو هكذا أرادهم الله ...
الدين يمثل قمة تجلي علاقة الانسان مع الله... والله هوالعدل والحق...