الوصية والتشييع التاريخي للإمام الخميني يصدمان الغرب ويحوّلان ارتياحه قلقاً

الوصية والتشييع التاريخي للإمام الخميني يصدمان الغرب ويحوّلان ارتياحه قلقاً

اثار التشييع الأسطوري للإمام الخميني قدس سره الشريف دهشة تصل إلى حد الهلع في الصحافة الغربية وبالأخص الأمريكية والبريطانية تجاوز بل غطى على الإرتياح الذي شعرت به هذه الصحافة لوفاة الإمام.

اثار التشييع الأسطوري للإمام  الخميني قدس سره الشريف دهشة تصل إلى حد الهلع في الصحافة الغربية وبالأخص الأمريكية والبريطانية تجاوز بل غطى على الإرتياح الذي شعرت به هذه الصحافة لوفاة الإمام.
فقد رحل " عدو الولايات المتحدة الامريكية " حسب تعبير صحيفة " نيويورك تايمز " في عنوانها الرئيسي على الصفحة الأولى في اليوم الثاني على الوفاة، الا ان الصحيفة نفسها عادت وكتبت في التاسع من حزيران في تعليق رئيسي لها " نادراً ما اظهر التلفزيون مشاهد اكثر إثارة للدهشة من مشاهد الحشود التي شيعت آية الله الخميني... انه مشهد من عصر الإيمان الغابر ".
و من الطبيعي أن يثير رحيل الرجل الذي تحدى الغرب وحقق الانتصارات عليه فرح الغرب خصوصاً وان التحليلات الغربية كانت تتوقع ان تؤدي الوفاة إلى صراع علني _ وحتى دموي _ على السلطة بعد وفاته، كما أنها توقعت ان تحيد الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن خطها وتتجه صوب ما يسمى " بالاعتدال " وبإعادة العلاقات المتينة السابقة مع الغرب.
الا أن المسيرة التي ودعت الإمام الخميني )قده ( والتي وصفتها وكالات الانباء الغربية بأنها أضخم حشد في التاريخ، والتي كانت بوضوح مبايعة من الشعب لقائده وخطه، خيبت آمال عواصم الغرب، وزاد من خيبة الأمل سرعة اختيار خليفة للإمام آية الله الخميني، وتماسك النظام الإسلامي برغم هول الحدث.
واستهل جوناثان راندل مقالاً له في في صحيفة " الهيرالد تريبيون " بالقول ان الحشود التي ودعت آية الله الخميني ربما فاقت بحجمها الملايين التي رحبت به قبل عقد مضى.. لقد كان المستضعفون الذين أحبهم آية الله الخميني، وقاد الثورة باسمهم، هم الذين ودعوه... وهم الذين استقبلوه عندما وصل أول مرة إلى " بهشت زهراء " لزيارة أضرحة المئات الذين قتلوا في عملية اسقاط الشاه " محمد رضا بهلوي ".
وقالت صحيفة " صانداي تايمز " ) 11/6/1989 ( " مهما كان الغرب يبغض الإمام الخميني فإن الملايين من الإيرانيين كانوا يحبونه إلى درجة التقديس ".
وقالت صحيفة " اندبندنت " )12/6/1989 ( في تحليل حول نقاط الضعف والقوة في الجمهورية الإسلامية " لولا هذه العلاقة بين الإيرانيين وزعيمهم الروحي الخميني، لما قبل هؤلاء بتقديم هذا الحجم الهائل من التضحيات للثورة الإسلامية طوال سنوات الحرب الماضية مع العراق ".
اما صحيفة " الفايننشال تايمز " المتخصصة في الشؤون الاقتصادية فكتبت في السابع من حزيران مقالاً بعنوان " بعد الخميني " قالت فيه " ان كل من توقع تحولاً سريعاً من التشدد إلى الإعتدال في إيران بعد موت آية الله الخميني، وجد احلامه تتحطم من جراء الوقائع الصاخبة لتشييعه، وكذلك كان الأمر بالنسبة لأولئك الذين تكهنوا بوقوع قتال داخلي وفوضى في صفوف القيادة الإيرانية بعد الخميني فإنهم فوجئوا بمبايعة خليفته الرئيس علي خامنئي زعيماً حتى من قبل منافيسيه المحتملين ".
أضافت تقول " من المؤكد أن هجومه )في وصيته ( بعد وفاته على الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي والسعودية سوف يستغل بشكل كامل من قبل المتشددين الذين يسعون إلى ابقاء الثورة الإسلامية في الإطار الذي حدده الخميني نفسه ".
وكتبت صحيفة " الغارديان " في الخامس من حزيران، تحت عنوان " لقد رحل أخيراً " تقول " من المؤكد ان وفاة آية الله الخميني ستسجل في الكتب على انها الوفاة التي كانت محوراً لأكبر عدد من التوقعات في التاريخ. فبعد فترة وجيزة من الإطاحة بالشاه، وتولي الإئتلاف الثوري للحكم في العام 1979... كان )آية الله الخميني ( مسيطراً إلى درجة حتمت النظر اليه على نطاق واسع على انه حجر الأساس في قوس الثورة ".
وتابعت تقول " ان ثورة آية الله الخميني كانت بمثابة زلزال، فالبنية السياسية والاجتماعية والاقتصادية لإيران الشاه اتلفت لدرجة تفوق التصور... فقد الغت النظام الإمبراطوري القديم وحولت دولة علمانية على الطراز الغربي إلى تيوقراطية ".
وقالت " الغارديان " ان النظام )الإيراني ( يمتلك بالتأكيد ما يلزم من القوة لمواجهة الأزمة المباشرة الناجمة عن وفاة آية الله الخميني.


ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء