درس من الامام الخميني(قدس سره)
ضرورة الانتفاع من بركات اَشهُر: رجب، شعبان ورمضان
انّ الدعاء بمعناه الخاص، متجذّر في الغريزة الأنسانية وتوأم الأنسان وهو معه دائماً، وقد جرى ذلك على لسان الأنسان، بصور وانماء شتّى في الكلام حيناً وفي اطار مضامين ومفاهيم متنوعة حيناً أخر، ودخل الدعاء، الشعر بكثرة وظهر في أثار كثير من الكتاب والمفكرين، اضافة إلى ماكان ينطق به العامة من الناس،من دعاء. هذا يدل على انًّ ذلك، حاجة فطرية لدى الأنسان. فالدعاء، حيناً، يظهر على شكل:
- بيان التمنيّ والطلب للحصول عليه. او:
- بيان اُمنية عارف وعاشق مُتَيّم: " لعلّي ارى الحبيب، يوماً ما، امامي". او:
- مَلَك يرفع يديه بالدعاء، اشارة الى مايريده الانسان. والأرفع من ذلك:
- طلب الله تعالى للتضرّع بساحته...ليستجيب لكم.
كل ذلك، سواء، بالقراءة او الطلب او العويل والصراخ المنبعث عن شوق وحرقة حب... مهماكان، امر ينطلق من وجود مادي ومحدود ومحتاج، للأرتباط بوجود مطلق، غيرمحدود وغني.. ليكون (هاديه الى المقصود).. وحسب كلام الامام الخميني (قدس سره)، كمصلح اجتماعي وخيّر، فانّ كل انسان في هذا المسار:" والأفضل من ذلك كله مناجاة أئمة المسلمين وأدعيتهم التي تأخذ الانسان إلى الهدف ولاتدله على الطريق فحسب وهي تأخذ بأيدي الانسان الذي يبحث عن الحق وتأخذه إليه ووا أسفاً إذ أننا بعيدون عن ذلك مئات الأميال بل مهجورون عنه". (صحيفة الامام، ج 18، ص 357)
واخر الكلام في هذا المجال،.. على رغم ان"الدعاء" لاينحصر بزمان ومكان خاص، الاّ انه وفي اماكنوازمنة معينة، كما تُشير الدلائل والقرائن و البراهين، يتمتع بأهميةو نزف عظيم.. ومن بين ذلك،في الأشهر الثلاثة: رجب، شعبان و رمضان، كما وردفي كلام حضرة الامام (قدس سره)، في وصاياه القيّمة و بالنظر للأحداث التي تخللتها هذه الاشهُر: " لقد حظي الإنسان في هذه الأشهر الثلاثة- رجب وشعبان وشهر رمضان المبارك- ببركات كثيرة، وبوسع الناس الاستفادة من هذه البركات. وبطبيعة الحال يعتبر المبعث النبوي الشريف مبدأ جميع هذه البركات .. ففي شهر رجب توجد ذكرى المبعث النبوي العظيم وولادة الإمام علي بن ابي طالب- سلام الله عليه- وعدد من الأئمة الآخرين. ويضم شهر شعبان ولادة الإمام الحسين سيد الشهداء- سلام الله عليه- وولادة صاحب الأمر- أرواحنا له الفداء-. وفي الشهر المبارك نزول القرآن على القلب المبارك للرسول الأعظم. وان كرامة هذه الاشهر الثلاثة تعجز الألسن والعقول والأفكار عن استيعابها .. ولا شك أن من بركات هذه الأشهر الأدعية الواردة فيها". ( صحيفة الامام، ج 17،ص 370)
وهكذا فانّ:" إن للأدعية الواردة في بعض الشهور والأيام وخصوصاً في رجب وشعبان ورمضان دور هام في تقوية النفوس وتهذيبها (وطبعاً ليس أمثالنا) وفتح السبل أمامه وتنوير وإضاءة الدرب وإخراجه من الظلمات إلى النور بصورة إعجازية بحق". (صحيفةالامام، ج13، ص 32)
نتضرع الى الله تعالى بالموفقية للجميع، وعلى امل الانتفاع بالنعم الالهية التي اعذقها علينا تعالى.
المصدر : الموقع الاعلامي - جماران