بقلم: الدكتور محمدعلي الحسيني
نداء القدس
لمن يراد الشعر والمشاعرُ اذا خبت أنفاسها المنابرُ
والحقّ لولا صرخة جريئة مات و ماتت امم تحاذر
أمط لثام الزّيف عن مجامع قد دنّست أسماءها دفاتر
فذي شعوب صودرت ذمامها وذي كرامات، ولامناصر
أما رأت عيناك كيف تحتمي مسلمة وطفلة تبادر
وتحتمي الأطفال في صدورها ودرعها الأسنان والأظافر
وحفنة من الحصى ترشقها يد التّحدّي والدّما زواخر
أين الحفاظ المرّ أين نخوة أين التاخي أين أين النّاصر
أين الاباة الصّيد في وقائع أبكت حجاراً ما بها محاجر
أما رأت عيناك كم عصابة من آل صهيون بنا تقامر
ويلعب الملوك في مصائر وفي الشّعوب تلعب المصائر
في كلّ يوم لعبة جديدة أزلامها الأزلام والمياسر
في السّلم والحرب بنا تغامر في الليل والنهار حكم سادر
قم يا أخي وانفض غبار نومة قد طال فيها الليل والجرائر
قم يا أخي وانصر أخاك جاهداً فاليوم قد دعاك وهو صابر
قد أحرقوا بالنّار كلّ حرمة والمسجد الأقصى غدا يفاغر
والكعبة الحرام أضحت نهزة تنهزها الكفّار والنّوائر
بالأمس قد نادى"الإمام" ثائراً واليوم نادت امم ثوائر
حتّام يرعي في الحمي شرذام وقد ابيحت للهدى ستائر
حتّام يستولي على شعوبنا منافقون مالهم مآثر
حتّام يرعي الذّئب فيها غنماً واللّصّ يحميها ولا زواجر
قم يا أخي فذي الدّيار انتهبت والعتبات الغرّ والمآزر
قم يا أخي داعي الجهاد قد دعا للذّود عن حريمنا يجاهر
فعن قريب تكحل النّواظر وعن قريب تطلق الحرائر
ويظهر الحجّة في صفوفنا يقودها والفتح فينا زاهر
هذي فلسطين لنا تجربة إمّا حياة العزّ، والمفاخر
أو موتة بين الصّفوف حلوة يعشقها مجاهد مهاجر
والعزّ في التاريخ من صروحنا نحن بنيناه وفينا عامر
والمجد قد قام على أعتابنا وقد علت بجنبها الذّخائر
أما ترى القباب ناغت أنجماً ورنّحت أعطافها المنائر
أما؟ ألا؟ وألف ألف مثلها قد نبّهت أسماعنا الزّواجر
قم يا أخي فالآن شمّر ساعداً للحقّ كي تزهو به البواتر