بقلم: الدكتور محمدعلي الحسيني
هو القلب
أما آن للأضلاع حرّى لتبردا وللدّمع طول الدّهر حزناً ليجمدا
تمرّ السنين العاديات بضبحها لتوري زناد القادحات وتخمدا
وتنتظر الأجيال ثأر ابن أحمد لتروي به رمحاً وتسقى مهنّدا
فهذي جموع المسلمين يهزّها نشيد إمام مَن بإيران غردّا
سليل رسول الله قام بثورة تهدّ عروش الظالمين على المدى
وفتيته الأحرار ساروا لجبهة وكلّ فتىً منهم مضى اليوم منجدا
ليوثاً بيوم الرّوع تزأر في الورى نسوراً بأعلا الجوّ تنقضّ بالعدا
تخوض العوالي والجنان تفتّحت لهم غرف فيها ومهوى ومنتدى
تصافح روح الله في كلّ لحظة وتشهد روح الله فيمن تشهدّا
هوالقلب ياهذى الضّلوع تجمّعى وشدّى على الأحداث عزماً مجنّدا
وقولي لحادي اليعملات تصبّرا إذا ماقسى دهر وأرعد مزبدا
أتعلم من هذا وما في ضميره من الأغنيات الخضر أورقن جلمدا
يعيش على الآلام فكراً محلّقاً ويصمد للجلّى صموداً مجرّداً
ويقتحم الآيام في بأس صارم له من عليّ في النوائب مقتدى
تعوّد كرّاً ليس يعرف غيره "لكلّ امريء من دهره ما تعوّدا"
وسار على اسم الله في كلّ خطوة وقد ملأ الدنيا صداحاً مغرّدا
هوالقلب، قلب المسلمين تضمّه ضلوع الأماني والتحيّات عوّدا
إذا قال روح الله ثوري تثورت شعوب ونادت كلّنا اليوم للفدا
فيا فتية التوحيد هذي بوادر من النصر لاحت والفتوح لها صدى
مشت في البوادي والهضاب طلائع كمشي الحسين السّبط مشياً معبّدا
وخاضت غمار الحادثات بهمّة لها في الثّريّا لحمة ولها سدى
وشقّت عباب الماء في كلّ عصبة من العزم والإيمان والبأس والندّى
إذا ما بدا "بحر العظيم" مزمجراً من الماخرات السابحات بهم بدا
فقد أتحفوا للماء صيداً معجّلا كما أتحفوا للخصمّ سهماً مسدّدا
وقد عبروا والرّعب يمشي بجنبهم وكانت لهم جسرا أكف من الرّدى
هم الأهل ياهذي البقاع تهللي ومدّى من الشوق الحميم لهم يدا
فقد عاد من قد كان هُجّر مرغماً وشُرّد من أهليه فيمن تشردّا
وهاجر مثل الصّحب صحبِ محمّد وعاد إلى أمّ القرى ظافراً غدا
فيا عين قرّى فاللقاء محبب ويانفس هذا موعد طاب موعدا