كان الإمام عبداً مخلصاً في العبودية لا ينظر إلى الحياة وتعقيداتها إلا من خلال الله تعالى، هذه النظرة الربانية الإلهية هي التي صبغت جوانب حياة هذا الإنسان العظيم.. ومن هذه النقطة استحال على أعدائه من قوى الاستكبار ان يكشفوا سرقوة هذه الشخصية، لقد منح الله إمامنا الراحل من الصفات التي قلما يصل إليها إنسان في عصر ما بعد المعصومين، كان يحدد الهدف ويشخص الداء بكل دقة، ولم تكن تهمه التفاصيل الثانوية أو الأمور الجانبية.كان يرى مكمن الخطر يتمثل اليوم، وكما نشاهد بكل وضوح، في هيمنة الامبريالية والصهيونية العالمية في كل الشرق، ولقد رزق الله إمامنا أمة على مستوى المسؤولية فضحت وما تزال بكل شيء في سبيله، إضافة إلى طائفة من الأنصار رباهم من روحه وفكره فزاد كل واحد منهم علماً من أعلام الفكر وفارساً في ميادين الجهاد، وهل يمكن أن ننسى وينسى معنا لبنان بالأخص، ما كان يمثله موسى الصدر أعاده الله، وهل ننسى ما كان يمثله الشهداء العظام أمثال الشهيد بهشتي ؟ يا أبناء روح الله، يوماً بعد يوم تشتد المعركة ضراوة مع الامبريالية الأميركية وكذلك المعركة المفتوحة مع الكيان الغاصب لفلسطين الحبيب، فلنكن على مستوى المواجهة، في حياة الإمام كان هو الضمانة، واليوم نحن بحاجة لهذه الضمانة، وستبقى الجمهورية الإسلامية وفية لمبادئ الإمام وتعتبرها أمانة في أعناقها.