كوثر شاهين
يا دارة قد فاضت الأضواء
واستنجدت في حرفك البيداء
كي تستضيء من الإمام وذكره
أفياء أرض إذ بها الظلماء
ناءت من الظلم المحيق بأهلها
تلك الدروب وناحت الجوزاء
حتى انبرى ذاك الخميني الذي
هَدَمَ القلاع فقامت العلياء
تمشي بركبه والضياءُ مجلبباً
في خطوه ما استقطبتَ بلقاء
جعل الرجولة مركباً يمشي به
شعبٌ تكاتف حوله الأبناء
في ثورة هزت قلوبَ من ابتغوا
نسف التوحُدِ ثورةٌ عصماء
هزمت طواغيت الكنانة وحدها
يا درها في يومها الشهداء
هزموا وقد روي الثرى بدمائهم
الله أكبر إنها الرمضاء
صارت جنان الخلد في أفيائه
حين انضوى تحت اللواء لواءُ
واليوم في ذكرات هذي سيدي
زحفت جموعٌ واستقت غبراءُ
من نورِ طُهرِ حروفِ قولك والذي
رفع السماءَ نواطقٌ بُلغاءُ
يُدلونَ بالكلم الطهور تيمناً
وتقرباً قد قالت الزهراء
في يوم ذكراكَ العظيمة فُوِّحَت
أزهار يثرب من شذاك تضاء
فانظر من العليا، قد أمَّت هنا
في مرقد من عطرك الفيحاء
يا حامل الكلمات بعد محمد
شَرُفَت بحرفك هذه الأسماء
في (بهشت الزهراء) جئنا نبتغي
حَمْلَ التحية والدموع بكاء
يا من لك الجوزاء فاض غمامها
في أشهر ما فاضت الجوزاء
من سر حرفك قُدّست يا سيدي
كل الحروف وأسرجتُ غبراءُ
نور الإمام فهل بغيرك نبتغي
جمرانُ تبكي والنفوس حداء
وقلوبنا شُدَّت إلى عتباتكم
كالمؤمن المشدود فيه نداء
الله أكبر. كَبّروا ملء السماء
فالموسوي بنا هنا وضاءُ
واستصرخوا جمرانَ تَلْبَسُ حلةً
من سندس واستبرق فلقاء
يوم الرحيل بجنة من كوثر
يُروي ويسقي ركبهُ الشهداءُ