تـقلّد الـدهرُ سـيفاً أنت حامُلُه فَـأسبلتْ جـفنك الحـاني غوائلُهُ
وصـال يشفي صُدورَ العاذلَين بنا فـمن مـدامـعنا ابـتلّتْ حـمائِلُهُ
أيـا حكيماً غرست الصالحات هنا فـي القلب يا فاضلاً طـابت شمائلهُ
هـو الـزمان لقد دارتْ دوائره فـاغتال مَـنْ عمت الدنيا فـضائله
ومَـرّ عـامٌ ونفسُ الحزن يغمُرنا كـأنه سـائلٌ طـالتْ مـسائـله
ومـرَّ عامٌ على فقدان من شهدَتْ لـه الـدُّنى بـشموخٍ عـزَّ نـائلُه
عـلى يديه استقامت للهدى طرقٌ وقـد تـقوم بـعد الـغمز مائـله
فـإنّ حـاملَ هـمِّ الـنصر بالغه وإنَّ طـالبَ عَـرِش الـمجد طائله
فـي كـل يـوم لعاشوراء مأثرةُ بـها انـتفضنا لـقول أنت قـائله
فـي كل أرض غدا من كربلاءَ لنا طـفٌّ تـطوفُ بـه الدنيا تسائلـه
يـراكَ كـلّ يـتيم يـا إمام أباً فـأنـت عـائلهُ إذْ عَـزَّ عـائِلُهُ
ونكت للنصر في سوح الوغى علماً فـلم يـنلك مـن الميدان صائله
وكـم نذرتُ لساحات الجهاد دماً ولـم يـغرّك لـينُ الـعيش زائلُهُ
وقـد نـزعت ثيابَ الكبرِ منتهجاً مـا سـنّهُ الله لا يغويـك باطله
أعـدتَ لـلدين شمساً قبلُ غائبةً فـهابك الـشاه وانـحلت فتائلهُ
فـسابقَ الدم حدّ السيف منتصراً عـلى حـسود العدا تربو قلائلُهُ
طـوبى لـمن جـعل الإيمان جُنَّتهُ فـبالطلاب يُـريبُ الموتُ سائله
عـاداك من كانت الأحقاد تملكه وراح يُـحكم مـا حاكت أناملُهُ
فـعادَ مـنكسراً يـرفؤ هـزيمته بـقتلِ شـعبٍ فـأزرى فيه باطله
مـن كان يحقُر شعباً طابَ مَحتده فـقد أصـيب ولـم يعلم مقاتله