لماذا تجنب الامام الخميني(قدس سره)، التواصل مع بعض دول العالم، مع الاخذ بعين الاعتبار، ان النبي (ص) في عصره، ارتبط وتفاوض حتى مع الكفار ؟

لماذا تجنب الامام الخميني(قدس سره)، التواصل مع بعض دول العالم، مع الاخذ بعين الاعتبار، ان النبي (ص) في عصره، ارتبط وتفاوض حتى مع الكفار ؟

ج : تحية وسلاما . لا استغراب فيما طرحته ! لانك قد تنتمي الى الجيل الجديد، بل الاستغراب من نخب جيل الثورة الاول ... لماذا لم يقوموا بواجبهم لتبيين بعض المواضيع ؟ ... انهم مقصرون في ذلك، الى حد تطرح فيه اسئلة كهذه ! اود، هنا، ان اعرب لكم بانه لا يوجد زعيم سياسي، في القرون الاخيرة، اعطى اهمية خاصة للتواصل والارتباط مع الدول الاخرى، كالامام الخميني (قدس سره) والمهاتما غاندي زعيم الثورة الهندية . ان العلاقات بين اغلب السياسيين، تقوم على محور المنافع الاقتصادية بكافة تشعباتها، او العلاقة السياسية _ الامنية والعسكرية، وهناك قسم اخر من الروابط، ينصب في المجالات العلمية، الانسانية والثقافية . ولو فرضنا، انه، في حالة عدم اهمية الارتباط الاقتصادي والامني، فمن الضروري ولاسباب عدة، اقامة علاقات علمية، ثقافية وانسانية مع جميع الشعوب، وقد ارتبطت ايران، بعد انتصار الثورة الاسلامية، بروابط حتى مع الدول الضعيفة جدا، بهدف حفظ وتنمية العلاقات الثقافية والانسانية . لقد اشار الامام الخميني (قدس سره) عند تواجده في فرنسا، الى التواصل مع الدول كافة، مستثنيا، نظام افريقيا الجنوبية، التي كانت انذاك، ترزح تحت الحكم العنصري، والكيان الصهيوني، وعندما تولى نلسون ماندلا الحكم، بعد انهيار السلطة العنصرية، كانت ايران من بين اوائل الدول، التي اعترفت بافريقيا الجنوبية، مما بعث على دعم واسع من شعوب العالم، لما قام به سماحة الامام . اما، فيما يتعلق بامريكا، فان سماحته لم ينو قطع الروابط معها، الا انها وبشكل غير مباشر، كانت تسعى للقضاء على النظام الفتي في ايران، حيث استدعى قيام مجموعات من طلبة الجامعات، باحتلال الوكر الجاسوسي الامريكي، اي، السفارة الامريكية، وحينئد تم قطع العلاقات، حيث تطرق سماحة الامام الى ذلك قائلا : " ... لن نقيم علاقات مع امريكا، الا بعد ان تعتدل وتبتعد عن الظلم، ولا تطال يدها، اتية من طرف الدنيا الاخر، لبنان او الخليج الفارسي . .... " _ (1)  . لذا وبما انه سماحته، لم يكن مؤمنا بقطع العلاقات الا في موارد نادرة، فان الروابط كانت قائمة مع الاتحاد السوفياتي البائد، رغم ان نظامه السياسي، كان يرتكز على الكفر ومحاربة الدين، وذلك خلال اطار (لا شرقية، لا غربية )، فبعث سماحته عام 1367 ه. ش. (1988م )، رسالة الى غورباتشوف، مهنئا بالعام الميلادي الجديد، وداعيا فيها الى القيم المعنوية، حسب الاصل الفقهي .

_____

1-      ج 19، ص 95، صحيفة الامام الفارسية .

________

  القسم العربي، الشؤون الدولية، مؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام الخميني (قدس سره) .

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء