من الامور الواضحة، نقلاً عن الرسول الاكرم (ص)، انه امر المجاهدين في سبيل الله، خلال حروبهم، عدم تسميم مياه من يحاربهم، لألاّ يلحق الضرر بالنساء والاطفال. كما، ويروى، ان القائم (عج) يخرج بالسيف. هذا يعنى، عدم لجوئه (عج) الى استخدام اسلحة الدمار الشامل، لأن السيف، رمز، يشير الى ذلك، مع ان تطور الاسلحة يرتبط بصورة كاملة، بتطور العصر الذي يعيش فيه الانسان، فاسلحة الابادة الشاملة، لا تصنف المجرم وغير المجرم.. فهي تدمر الحجر والبشر، كما يقال، النساء، الاطفال، الشيوخ... وما الى ذلك. الاسلام، لم يسمح، للمقاتلين باستخدام الاسلحة المشار اليها ضد الاعداء، لانه، من الممكن، ان يكون بين صفوفهم، مَن اُجبر على القتال، فهم يتحينون الفرصة لالقاء السلاح، كما شاهدنا ذلك كثيراً خلال الحرب المفروضة، وما قام به الامام الخميني (قدس سره) بعدم السماح لقصف سد دربندي خان في العراق، الاّ نموذجاً لذلك، فعندما، اطّلع على ان السد اذا قُصف وتدفقت المياه الى خارجه.. فسيتضرر كثير من الناس في العراق.. اصدر سماحته (قدس سره) امراً بعدم القيام بذلك. بطبيعة الحال، وحسب رؤية الامام الخميني (قدس سره)، ان استخدام القنبلة النووية حتى بالنسبة للبيئة وللحيوانات، مضر ويعرض الحياة للخطر لمدة طويلة، ولا تبرير شرعي له. اما من الناحية الاخلاقية، فان ذلك، لايُعتبر، انتصاراً! لانه، وعلى الرغم من ان استخدام اسلحة الدمار الشامل، يؤدي الى انتصار سريع وحاسم في الحرب، الاّ ان الاشار المترتبة على ذلك لا قيمة لها!.. لهذا، فان افراد الشعب العراقي، ينظرون الى المقاتلين الايرانيين، خلال الحرب المفروضة، نظرة اخ لأخيه، لان مقاتلي القوات المسلحة الايرانية، وعلى الرغم من استخدام صدام المقبور للاسلحة الكيمياوية ضد افراد الشعب الايراني وعلى المدن الايرانية، مرات ومرات.. لم يقوموا باستخدام ذلك النوع من الاسلحة. ضد الشعب العراقي او المدن العراقية.. مما ادّى الى ان يعتبر الشعب العراقي ان ماقامت به حكومته (اَنذاك) لايرتبط به، وان الشعبين العراقي والايراني، متكاتفان، متعاطفان، محبان بعضهما لبعض.. وهذا هو النصر المؤزر الحقيقي الذي تنشده الشعوب.