لأيّ غرض تم طرح حل الجيش (الايراني )بعد انتصار الثورة؟
الجواب:
انَّ جيش الجمهورية الاسلامية الأيرانية، الذي يقف اليوم بقوة و صلابة، هو نفسه، الجيش السابق الذي تطوّر واجتاز مراحل شتّى ووصل الى درجاتعالية من النُمّو و القوة، في ابعاد، معنوية و استعداد قتالي وتسليحي، وهو(اليوم) يدافع عن نظام الجمهورية الاسلامية والشعب.فالتطور والتغيير، الذي بعث على تثبيت قوة الجيش، حصل، بتدبير وسعي الامام الخميني(قدس سره) وذكائه الثاقب.ويُعتبر من اهم الخدمات القيمة المثمرة التي قدّمها سماحته. لقد انعكست نظرة الامام الخميني الرئيسية، حول الجيش على عتبة(انطلاق) الثورة، خلال مقابلة صحيفة مع جريدة (لوجورنال) الفرنسية بتاريخ 7/9/1357هـ.ش (1978 م)، حيث قال:" سيلتحق الجنودوالضباط، الذين ينتمون للشعب، وهم مكرهون على تحمل وجود نظام الشاه، سيلتحقون بالشعب" ، وكان الامام(قدس سره) قبل ذلك وخلال مقابلة صحيفة اخرى مع صحيفة(السفير) بتاريخ 2/9/1357 هـ. ش (1978 م)، صرّح: "حسب مايصل الينا من اخبار،فانّ حوادث قد وقعت وتقع في الجيش،وهي علامة صحوة الجيش، و نحن مطمئنون بأنّ الجيش سَيُلبّي، اخوياً، نداءالشعب" .
وحدث ما توقعه الامام الخميني(قدس سره)، والتحقت قوات الجيشالتي اعتراها التغيير، بالثورة والشعب، وتسببت في زعزعة اركان حكومة الشاه، واستعد الجيش والثوار لتوجيه أخر الضربات. لقد صُوّرت مشاهدعالية خلال تاريخ الثورة الأسلامية في مراحلها الأخيرة، قرب انتصارها، حيث كان انباء الشعب في تظاهراتهم في الشوارع، يهدون الورود للقوات العسكرية،وقد بعث ذلك على ان يكون رد الفعل من ابناء القوات العسكرية، انهماردموعهم شوقاً ومحبة، بالنسبة للشعب.
بعد انتصار الثورة الاسلامية ومساعي الامام الخميني(قدس سره)لانسجام الجيش، رفعت بعض المجموعات التي تدّعي انها ضد الاستعمار، شعار(حل الجيش).كان الهدف الرئيسي لهذا الشعار، هو عرقلة انسجام و قوة الجيش، والتمهيد لأضعاف وزعزعة النظام الاسلامي الفتي، ومن ثم تفككه والانقضاض عليه. كان معارضو الجيش يرددون بأنّ الجيش لايمكن الاعتماد عليه، وانّ افراده يتمتعون (بروحية شاهنشاهية)، وان الجيش ضعيف و...ولابُدمن حلّه!. انَّ كلّ المجموعات والاشخاص، تقريباً، الذين كانوا يكافحون نظام الشاه، كانوا يعتقدون بانّ اكبر عقبة مانعة لسقوط نظام الشاه، هو الجيش، وانّ ازالة ذلك، غيرممكن،حسب اعتقادهم! لكنّ نظر الامام الخميني(قدس سره) في هذا المضمار،يختلف،تماماً، عن نظر الآخرين. كان سماحته، يعتقد، ومنذ فترة النضال، بانّ العمودالفقري للجيش، كسائر شرائح (الشعب)، بدليل اسلامهم، يتمتعون بصحة الأعتقادات، ويتوجب الفصل بين عامة الجنود، الضباط وذوي الدرجات من افراد الجيش، الذين يشكلون الاغلبية في القطعات العسكرية، يتوجب فصلهم عن معدود كبار قادة الجيش، عملاء الشاه وعبيد الاجانب.لذا، فان الامام(قدس سره) وقف بحزم امام شعار(حل الجيش) وخالف ذلك، واَفْشى خطة المعارضين، قائلاً:"... حيناً، يتحدثون عن، انّ هذا الجيش(طاغوتي) ومُوالٍ للنظام البائد، وانه، من المستحيل، ان يكون جيشاً اسلامياً ويتوجب حله . كان الامام الخميني واضحاً في كلامه" انايران تحتاج الى جيش والاسلام كذلك". وخلال اشارات ودلائل متشابهة، نفى فترة حل الجيش وزعزعة النظام الاسلامي واَفشَل مؤامرة عملاء الاستعمار، لايجاد تحرك لمواجهة الجيش، وذلك في نداء له الي الشعب بتاريخ 9/12/1357 ه.ش (1979 م) " ان الجيش والشرطة والدرك، اليوم، في خدمة الاسلام. انهم من الشعب. يجب علىالشعب اسنادهم، ولايتوجب القيام بعمل يتسبب فيايذائهم و انكماشهم، كما يتوجب على القوى الامنية، ان تعلم بانهم، جميعاً، سيكونون تحت ظل الاسلام وحكومة العدل و يعيشون مكّرمين، برفاه، وذلك بعد تصفية العناصر الفاسدة".