ماهي جذور وعلل عداء اميركا وبعض الدول الغربية الشديد للثورة الإسلامية الايرانية؟

ماهي جذور وعلل عداء اميركا وبعض الدول الغربية الشديد للثورة الإسلامية الايرانية؟

ماهي جذور وعلل عداء اميركا وبعض الدول الغربية الشديد للثورة الإسلامية الايرانية؟

الجواب:
كانت اميركا  وخلال سنوات متمادية، منذ (1330 هـ.ش. 1951 م) وحتى انتصار الثورة الإسلامية، انشط لاعب سياسي في الساحة الايرانية، اضافة الى انها كانت تنظر الى ايران كمتحدأساسي لها في الخليج الفارسي والشرق الأوسط. وقد اتّبعت طرقاً مختلفة لتمشية سياستها في هذا المجال، سواء بواسطة الضغط على الشاه او مكافئته، لرعاية منافعها في المنطقة والعالم، ومن جهة اخرى، فأنّ الشاه، كان بحاجة الى حليف قوي(اميركا)، للتصدي للأزمات والأضطرابات الداخلية المعادية له، وكذلك التيّارات المعادية المحيطة به خارج ايران، حيث بعث ذلك على ان تكون العلاقات السياسية والأقتصادية بين البلدين اكثر ترابطاً، إلى الحد الذي لو تعرض احدهما للخطر، تعرض الآخرله، ايضاً. وعندما دخل الإمام الخميني(قدس سره) الساحة السياسية بشكل علني، قدّم اميركا على انها الشيطان الأكبر وأَم الفساد! وعزى كل ماتعانيه ايران من مشاكل وازمات، إلى النظام الملكي الجائر، المدعوم من اميركا وذلك على امتداد نضاله ضد الشاه. قال الإمام:
«فليعلم العالم أن كل مصائب الشعب الايراني والشعوب الاسلامية هي من الاجانب، ومن اميركا، والشعوب الاسلامية مشمئزة من الاجانب عامّة، ومن اميركا خاصة، فتعاسة الدول الاسلامية وليدة تدخل الاجانب في مقدراتهم. فالاجانب هم الذين نهبوا وينهبون مواردنا وثرواتنا ... فبالأمس ابتليت الدول الاسلامية بالاستعمار البريطاني وعملائه، واليوم بالهمينة الاميركية وعملائها. اميركا هي التي تساند اسرائيل وتدعم حلفاءها، وتبذل لإسرائيل كي تقوم بتشريد العرب المسلمين .. أميركا هي التي تفرض النواب، بصورة مباشرة وغير مباشرة، على الشعب الايراني .. اميركا هي التي تعتبر الاسلام والقرآن المجيد مضرّين بمصالحها، وهي التي تمارس الضغوط على المجلس والحكومة لإقرار وتنفيذ مثل هذا القرار المخزي الذي يصادر جميع امجادنا الاسلامية والوطنية .. اميركا هي التي تتعامل مع الامة الاسلامية معاملة وحشية، بل واكثر من وحشية». (صحيفة الامام، ج1، ص365(
لقد كان انتصار الثورة الإسلامية عام 1357 هـ. ش (1979 م) ضربة شديدة لمكانة اميركا في المنطقة بل والعالم، وهذا ماكان يهدف اليه زعماء الثورة والشعب الايراني، مما حدى بقائد الثورة الإسلامية الحالي، إلى أن يخطو على نفس الطريق الذي سار عليه الإمام، مُوّضحاً سبب عداء اميركا للحكم الاسلامي في ايران:
في بلد غنيّ، مهم وذي مكانة استراتيجية خاصة، في نقطة حساسّة .. أقاموا نظاماً جائراً فاسداً، يرتبط بهم ويرعى مصالحهم .. فدعوه وساندوه بقوة .. فجاء الاسلام، الشعب ومايتعلق بالشعب فحّل مكان ذلك.. هذا هو سبب عداوة الأعداء للنظام الاسلامي بالدرجة الاولى، حيث انّ  الشعب لم يُعر اهمية لمطالبهم، وتماماً، على عكس ماكان يفعله النظام الملكي البائد. إنَّ اكبر خدمة قدمتها الحركة والثورة الاسلامية للشعب، هي، انّها اعتقتهم من شر ذلك الحكم. وما حصل بعد ذلك إلى اليوم، من عزة وطنية، وحركة عظيمة شعبية، وبصيرة عامة، وتقدم علمي، ومكانة مرموقة لايران في العالم و المنطقة.. كل ذلك يعود إلى إنَّ العقبة الكبيرة التي كانت في طريق الشعب.ثمّ ازالتها بيد الشعب والدين والعقيدة.
اليوم، جبهة الاستكبار لاتزال حثيثة الخُطى في مخالفة هذا النظام، فلايخطر ببال احد، ابداً، بانهم غضوا ابصارهم عن معاداة ايران، ولايزول ذلك الاّ بان تكونوا اقوياء، متنبّهين لمكائدالعدو و مستعدين ولو غفلتم واعتمدتم على العدو، فسيجد العدو فرصة لتنفيذ مآربة واهدافه في البلاد. إنّ الضغط الذي يتعرض له الشعب الايراني، اليوم، من الاستكبار، نابغ من ذلك العداء الشديد المتواصل.

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء