السید مصطفی الخمیني

ID: 84410 | Date: 2025/10/18

وُلِدَ السيّد مصطفى الخميني في شهر قم في شهر آذر من عام 1309هـ.ش (۱۹۳۰م)، وأنهى دراسته في مرحلة السطح عام 1330هـ.ش. (۱۹۵۱م)ولم يمرّ وقت طويل حتى بلغ مرتبة الاجتهاد. وفي عام 1341هـ.ش (۱۹۶۲م)، نهض مع الإمام الخميني (قده) لمقارعة نظام الشاه، وكان له دورٌ بارز في تقدّم النهضة الإسلامية.


وبعد اعتقال الإمام الخميني في 13 آبان 1342هـ.ش (۱۹۶۳م) ونفيه إلى تركيا، أدّت تحرّكات السيّد مصطفى في تنظيم الاحتجاجات الشعبية إلى صدور أمرٍ من جهاز السافاك باعتقاله، وفي النهاية نُفِيَ في 14 دي من العام نفسه من إيران إلى تركيا.


هاجر الإمام الخميني ونجله في 13 مهر 1344هـ.ش (۱۹۶۵م) من تركيا إلى العراق، واستقرّا في النجف الأشرف يوم 23 مهر من العام نفسه. وبعد عدّة سنوات، وفي خرداد 1348هـ.ش (۱۹۶۹م)، ونتيجةً لجملة من الأنشطة والمساعي التي قام بها السيّد مصطفى الخميني مع آية الله الحكيم في سبيل إسقاط نظام البعث في العراق، قامت السلطات البعثية باعتقاله ونقله إلى بغداد.



واستُشهِدَ آية الله السيّد مصطفى الخميني في منتصف ليلة الأحد، الأول من آبان عام 1356هـ.ش (1977م)، في ظروفٍ غامضة.


---


شهادة أحد الحاضرين:


عندما صعدتُ إلى الأعلى ورأيتُ هذا المشهد... كان عليّ أن أقوم بأمرين مهمّين:


الأول أن أنقله بسرعة إلى المستشفى، والثاني أن أخبر شقيقه وأفراد أسرته فوراً.


أسرعتُ أبحث عن سيارة أجرة، ثم ناديتُ أحد طلبة العلوم الدينية من أفغانستان، وكان رجلاً موثوقاً، وقلتُ له: اذهب إلى بيت الإمام، اطرق الباب واطلب السيّد أحمد، وبلّغه أن يأتي بسرعة إلى منزل أخيه لأنّ حالته سيئة.



وبينما أحضرتُ السيارة ونقلنا السيّد مصطفى من الطابق العلوي إلى الأسفل، وصل السيّد أحمد.


ذهبنا معاً إلى المستشفى، وأدخلناه إلى قسم الطوارئ، وبعد الفحص، توصّل الطبيب المناوب إلى أنّه قد فارق الحياة.


كنتُ مع السيّد أحمد فقط. عدنا إلى المنزل مضطربين، وجلستُ في القسم الخارجي، وقلنا للأصدقاء إنّه يجب إبلاغ الإمام بطريقة مناسبة بأنّ السيّد مصطفى قد توفي.


دخلوا عليه... وكما هو متوقّع، كان الإمام إنساناً فطناً وذكيّاً للغاية.


عندما رأى ثلاثة أشخاص دخلوا عليه بوجوهٍ حزينة وعيونٍ دامعة، ولم يجرؤوا على الكلام، أدرك فوراً أنّ أمراً جللاً قد وقع.


صرخ قائلاً: «أين أحمد؟»


قالوا: «إنّه في المنزل».


فنادى ثانية: «أحمد!» فلم يُجب.


عاد ونادى بصوتٍ أعلى: «أحمد!»


وفجأة، انقطع صوت أحمد بالبكاء في الطابق العلوي.


فقال الإمام للحاضرين: «أنا أملك من الصبر والقدرة ما يكفيني... إن كان قد وقع أمرٌ ما فقولوا لي... هل أصيب مصطفى بمكروه؟»


فأطرق الثلاثة رؤوسهم وقالوا: «إنا لله وإنا إليه راجعون».



حينها قام الإمام بحركةٍ عجيبة؛ وضع يده على الأرض، على السجادة التي أمامه، وتأمّل فيها لحظات، ثم قال:


«إنا لله وإنا إليه راجعون».


وقال:


«في يوم الأحد التاسع من شهر ذي القعدة الحرام سنة 1397هـ (۲۰۱۸م) ودّع مصطفى الخميني، نور بصري ومحجّة قلبي، دار الفناء، وسار إلى جوار رحمة الله تعالى».


---


شهادة أخرى:


حتى عندما توفي السيّد مصطفى، نجل الإمام، في النجف، واصل الإمام درسه كعادته في اليوم نفسه، وأمّ الناس في صلاة الجماعة، حتى إنّ خادم المسجد تعجّب قائلاً:


«ما أعظم التزام هذا الرجل بالمحافظة على صلاة الجماعة وأدائها في أوّل وقتها! فبينما لم يُدفن جثمان ابنه بعد، جاء إلى المسجد وأقام الصلاة، ثم صعد المنبر وبدأ درسه المعتاد».


--------


القسم العربي، الشؤون الدولیة.