خلال الأيام العشرة الأولى لإقامة الإمام في باريس، كان الفقيد دعائي مسؤلاً عن شؤون أقارب الإمام، ثم غادر ذلك المكان حتى عاد ثانية في يوم الثاني من بهمن ۱۳۵۷ (١٩٧٨م) إلى فرنسا.
وفقًا لتقرير مراسل جماران، بعد أن منعت الكويت الإمام من الدخول إلى أراضيها، قرّر الهجرة إلى فرنسا. وكان المرحوم حجت الإسلام والمسلمين سيد محمود دعائي من رفقاء نهضة الإمام الخميني، وقد روى عن تلك الأيام:
«كنت هناك لفترة قصيرة. أمضيت حوالي عشرة أيام في باريس، وكنت أتحمّل مسؤولية شؤون إقامة أقارب الإمام في النجف. كان مكتب الإمام في النجف يتولى شؤون رفاق الإمام، لكن شؤون الأقارب كانت معي. مثلاً في مطار بغداد قال لي الإمام إنْ أخت حاج أحمد آقا جاءت لتؤدي الحج؛ فرتّب لها أن تحصل على إقامة وتصريح تأشيرة قانونيّة. فبعد أن سمعت أمر الإمام، سعيت للحصول على إقامة وتأشيرة الحج، وتمكنت في ذلك العام أن أرسلها مع بنت الهدى أخت الشهيد محمد باقر الصدر لأداء الحج. وكذلك أرسلت زوجة الإمام إلى باريس مع ترتيبات خاصة. في ذلك الوقت لم تكن التأشيرة ضرورية، لكن قمت بالأعمال اللازمة الأخرى.»
وفي مرحلة لاحقة، عاد إلى النجف بعد إنجاز جميع الأعمال، ثم اتصل به المرحوم الحاج السید أحمد من باريس وقال: «نحن ذاهبون إلى إيران، قال الإمام: أنت أيضًا تعال إلى باريس، ومن هناك نذهب معًا إلى طهران». قال دعائي إنه كان يشعر بقيمة هذا الموقف، واندفع بموجة من الولاء والعاطفة، حتى أن صوته اختنق من البكاء أثناء المكالمة.
في أحد اللقاءات قالوا له: «هل ذهبت إلى باريس؟» فأجاب «نعم، في الثاني من بهمن ذهبت إلى باريس».
سُئل أيضًا: «هل لديك ذكرى حسّاسة من تلك الفترة؟» فأجاب: «نعم، لحسن الحظ وصلت في وقت مناسب. فور علم المرحوم الحاج السید أحمد بعودتي، جاء بلقاءٍ مبتهج، وكان بلا عباءة أو جوارب حينئذ. تبادلنا العناق والقبل، وقال: لقد وصلت في موقعٍ حساس. الآن السيد جلال الدين طهراني من أعضاء مجلس السلطنة جاء لتقديم استقالته إلى الإمام. توجهنا معًا إلى الإمام، وبعد دقائق جاء الخبر أن أعضاء السفارة الإيرانية في باريس يریدون الحضور لمبایعة الإمام. فنقلناهم إلى الإمام. عندما وصلوا، قرأت الآية:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ … ثم قلت: هؤلاء أعضاء السفارة الإيرانية في باريس، وقد جاءوا ليُظهروا دعمهم لك ولثورتك عبْر كَرْههم لنظام الشاه. ابتسم الإمام ودعا لهم.»
----------
القسم العربي، الشؤون الدولية.