هل أدّى اعتقال أبناء آية الله الطالقاني إلى إيجاد فجوة بين الإمام وبينه؟

ID: 84178 | Date: 2025/09/16
لديّ ذكرى عن المرحوم الدكتور عبد الله زنديّه – رحمه الله – أنقلها لكم. فقد روى لي حادثة كانت بالنسبة إليّ موعظة كبيرة؛ قال: عندما كان الإمام في قم، قبل حادثة النوبة القلبية التي أُصيب بها ونُقل على أثرها إلى طهران، ذهبنا إلى قم، وفي ذلك البيت ذي الطابق الواحد جلسنا في الغرفة الخارجية ننتظر أن يخرج الإمام من الداخل. وكان آية الله الطالقاني قد حضر مع إحدى بناته أيضاً. في ذلك الوقت كان عناصر من اللجنة قد اعتقلوا اثنين من أبناء آية الله الطالقاني، وكان المنافقون يثيرون ضجة كبيرة ويقولون: حتى أبناء الطالقاني اعتقلوا، ولا يُعرف ماذا جرى لهم. فجاءت إحدى بناته مع أبيها لتعترض عند الإمام على ما جرى.
الدكتور زنديّه قال: عندما دخل الإمام الغرفة من الداخل، أبدى المرحوم الطالقاني بكل أدبه احتراماً كبيراً، وبعد تبادل التحية مع الحاضرين، ذكر قضية اعتقال أبنائه. فنقل الدكتور زنديّه مضمون ما قاله الإمام: يا جناب آية الله الطالقاني، هذه ثورة عظيمة وشاملة، ونحن لا ندرك بعدُ أي عمل جليل قد قمنا به. لا نستطيع حتى الآن أن نقيم هذه الثورة حق قدرها. ومن أجل ثورة بهذا الحجم، لو اعتقلوا أحمد ابني أنا أيضاً فلا ينبغي أن نقلق أو نعترض. عملاً بهذه العظمة لا بدّ أن تكون له تبعات من هذا القبيل. ثم قام الإمام وخرج.
فقالت ابنة المرحوم الطالقاني باعتراض: يا سيّد، لم تُحلّ المسألة بعد! إخوتي لا يزال مصيرهم مجهولاً! قالت ذلك بنبرة معترضة. لكن المرحوم آية الله الطالقاني زجرها بشدّة وقال لها: أنتِ لا تفهمين، ولا تدركين ما الذي قاله الإمام حول عظمة الثورة ومستقبلها. فسكتت ابنته بتوبيخه.
وبطبيعة الحال، أُطلق سراح أبناء المرحوم الطالقاني فيما بعد. غير أنّ القصة تعكس أسلوب تعامل الإمام، والنظرة التي كان يحملها تجاه ثورته، فقد كان يعلم تماماً ما هو العمل العظيم الذي أنجزه.



المصدر: نشرة رسول آفتاب


---------


القسم العربي، الشؤون الدولية.