الجزيرة نت
رغم تضييق الحكومات.. كيف كسبت القضية الفلسطينية تعاطف العالم؟
ما زال جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن عن رغبته في مواصلة حربه على قطاع غزة حتى النهاية، رغم أن هذه الحرب أفضت -حتى الآن- إلى سقوط أكثر من 19 ألف شهيد فلسطيني أغلبهم من الأطفال والنساء (1). ولكن رغم كل الدعم السياسي الذي امتلكه جيش الاحتلال، فإن القضية الفلسطينية تكتسب مع مرور كل يوم منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 داعمين وأنصارا جددا في مختلف بقاع العالم، وهو ما نحاول رصده في هذا التقرير، الذي يُسلط الضوء على حركة التضامن العالمي لمناصرة غزة والقضية الفلسطينية، وتحدِّيها كل المعوقات والتهديدات، وبالأخص في الدول الغربية.
تضامن الشعوب
منذ بداية الحرب على غزة التي استهدفت النساء والأطفال انتقاما من عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي، انتفضت المظاهرات لتعمّ جميع أرجاء العالم تعبيرا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني. في العاصمة النيوزلندية "ويلينغتون" خرجت المظاهرات بالآلاف إلى مبنى البرلمان تهتف "فلسطين حرة" حاملة أعلام فلسطين (2) (3)، وفي النرويج رقد المتظاهرون في محطة القطارات المركزية بالعاصمة مُرتدين أكفانا مُلطخة بالدماء للتنديد بالاحتلال. أما في أيرلندا فلم يتوقف نشاط الناس في التعبير عن تضامنهم الكامل مع القضية الفلسطينية منذ الأيام الأولى للحرب، بل امتد التضامن هناك لملاعب كرة القدم، إذ أنشدت الجماهير في المدرجات هتافات التضامن مع غزة وفلسطين، وتبرعت الأندية الرياضية لصالح أهالي غزة )4(.
في اليابان، رغم صمت الحكومة عما يحدث في غزة خوفا على مصالحها الاقتصادية مع دولة الاحتلال، خرجت المظاهرات في طوكيو بالآلاف للتنديد بسلوكيات دولة الاحتلال (5)، بينما شهدت شوارع لندن مظاهرات غير مسبوقة للتضامن مع فلسطين شارك فيها مئات الآلاف وفق تقديرات الشرطة نفسها (6)، رغم التهديدات والاعتقالات التي شهدتها صفوف المناصرين لفلسطين. وكذلك في النمسا لم يَحُل تساقط الثلوج والحظر الذي فرضته السلطات على المظاهرات المناصرة للقضية من تجمُّع المتظاهرين الذين هتفوا من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار(7)
وفي يوم "حقوق الإنسان" في 10 ديسمبر/كانون الأول عمَّت الاحتجاجات أوروبا، إذ خرجت المظاهرات في بلجيكا بالأعلام الفلسطينية داعية إلى وقف الحرب الانتقامية لجيش الاحتلال رافعين شعار "أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة"، و"القدس عاصمة فلسطين"، بينما في ألمانيا كانت الهتافات أكثر انتقادا للحكومة بسبب دورها في الحرب، حيث صدحت قائلة: "ألمانيا تُموِّل وإسرائيل تقصف"، ولوَّح بعض سكان برلين للمظاهرة بالتحيات والأعلام الفلسطينية(8)
وفي اليوم نفسه سارت مظاهرة في العاصمة السويدية ستوكهولم في اتجاه السفارة الإسرائيلية مطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات لأهالي غزة دون شروط، بل دعت المظاهرة صراحة لمقاطعة إسرائيل. أما في هولندا في ذلك اليوم فقد كانت الهتافات أكثر جرأة "من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر"، والسبب أن هناك حكما قضائيا يقضي بأن هذا الهتاف ليس عنصريا أو معاديا للسامية، وهاجمت الهتافات الحكومة الهولندية مباشرة قائلة إن يديْها ملطخة بالدماء (9).
من جهة أخرى، ومنذ الأيام الأولى للحرب، كتب 800 موظف في الاتحاد الأوروبي عريضة لرئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لاين" يحتجون فيها على تحيز الاتحاد لدولة الاحتلال، مؤكدين أن طلبهم هو أن يسعى الاتحاد في طريق وقف المذبحة ضد الفلسطينيين، وأن تلك الحرب لم تشهد تفعيلا لأي قيمة من القيم التي بُني عليها الاتحاد الأوروبي (10). جدير بالذكر أن التضامن العالمي تجلَّى حتى في قطاع الأزياء، إذ ارتفعت مبيعات "الكوفية" الفلسطينية على نحو كبير في الولايات المتحدة منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول وحتى الآن، رغم ما يتعرض له مُرتَدوها من اعتداءات لفظية وجسدية في بعض الأحيان (11). إن التضامن مع القضية الفلسطينية ليس محمود العواقب في الدول الغربية، وخاصة في هذه المرة التي تبدو فيها الحكومات الغربية متحدة لحماية إسرائيل، فقد شهد العديد من المتضامنين مع القضية الفلسطينية في الدول الغربية أزمات عدة في الأسابيع الماضية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
المصادر
١، ارتفاع حصيلة القتلى الفلسطينيين جراء الهجمات الإسرائيلية إلى 18787 حسب وزارة الصحة بغزة.
٢ ، Hundreds of thousands rally across cities to support Palestinians.
٣ ،Two Million People March in Jakarta in Solidarity with Gaza.
٤، تضامن أيرلندي واسع مع غزة يمتد لملاعب كرة القدم.
٥، ميديا بارت: هكذا تتزايد المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في اليابان.
٦، 300 ألف متظاهر على الأقل بشوارع لندن تضامنا مع الفلسطينيين والشرطة تشتبك مع مظاهرة يمينية متطرفة مضادة.
٧، Tens of Thousands March in Europe, Call for Permanent Cease-Fire in Gaza.
٨، Solidarity demonstrations for Palestine held in Europe on Human Rights Day.
٩، المرجع السابق.
١٠، Europe’s chaotic response to the Israel-Hamas war reveals how weak it is
١١، Symbol of solidarity: People around the world don the Palestinian keffiyeh.
١٢، Europe: Right to protest must be protected during latest escalations in Israel/OPT.
السومرية نيوز
صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأوّل 2023، اجتاح آلاف المقاتلين الفلسطينيين الأراضي الفلسطينية المحتلة براً وجواً وبحراً، تحت غطاءٍ جوّي من آلاف الصواريخ التي أطلقتها المقاومة على بلدات غلاف غزة وتل أبيب، في مشهد تاريخي هو الأوّل من نوعه منذ حرب عام 1973.
إذ أعلن القائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، محمد الضيف، يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأوّل، -في رسالة صوتية- بدء عملية "طوفان الأقصى" رداً على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الضيف في رسالته: "نعلن بدء عملية طوفان الأقصى، ونعلن أن الضربة الأولى، والتي استهدفت مواقع العدو ومطاراته وتحصيناته العسكرية قد تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة".
هذه المواجهة العسكرية غير المسبوقة للمقاومة الفلسطينية، والتي جعلت إسرائيل لساعاتٍ طويلة تحت الصدمة، وعجزت منظومة الاحتلال الإسرائيلي الأمنية والاستخبارية على مواجهتها أو على الأقل التنبؤ بها، تأتي في إطار ردّ المقاومة على جرائم الاحتلال وخططهم لبسط سيادته على المسجد الأقصى.
وقبل عملية طوفان الأقصى التي تعدّ أكبر وأقوى مواجهة يخوضها الفلسطينيون ضد الاحتلال منذ حرب 1973، خاضت المقاومة الفلسطينية في غزة عدة حروب وجولات تصعيدية ضد الاحتلال منذ انسحابه سنة 2006 من القطاع، في هذا التقرير نرصد أبرز العمليات العسكرية للمقاومة الفلسطينية في آخر 17 سنة.
طوفان الأقصى.. إسرائيل تحت خط الهجوم
بدأت المقاومة الفلسطينية في وقت مبكرٍ من صباح السبت 7 أكتوبر/تشرين الأوّل 2023، عملية عسكرية غير مسبوقة أطلق عليها القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف اسم " طوفان الأقصى" رداً على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني وانتهاكاتها المستمرة ضد المسجد الأقصى.
وقال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية إن "هذا الطوفان بدأ من غزة، وسوف يمتد للضفة والخارج"، مضيفاً أنّ "المقاومة الفلسطينية في هذه اللحظات التاريخية تخوض ملحمة بطولية عنوانها الأقصى ومقدساتنا وأسرانا".
وتوازياً مع إطلاق المقاومة الفلسطينية لآلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية تجاه البلدات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، اجتاح آلاف المقاتلين الفلسطينيين عبر البر والجو والبحر المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لحدود القطاع، وقتلت عشرات الجنود والمستوطنين وأسرت العشرات أيضاً.
وأعلنت إذاعة الاحتلال الإسرائيلي، السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن المقاومة الفلسطينية أسرت 35 إسرائيلياً حتى الآن، وذلك بعد عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية بشكل مباغت ضد الاحتلال، فيما أعلن جيش الاحتلال إطلاق عملية "السيوف الحديدية" في قطاع غزة رداً على المقاومة.
في غضون ذلك، أعلن عدد من كتائب المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية النفير العام، والبدء بشن هجمات باتجاه قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، استجابة لمعركة "طوفان الأقصى"، كما احتفل الفلسطينيون بالشوارع ببسالة المقاومين في قطاع غزة.
وحدة الساحات 2022
بدأت هذه المعركة مع اعتقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في جنين، بسام السعدي، يوم الإثنين 1 أغسطس/آب 2022، إذ نشرت كاميرات المراقبة في المكان صوراً مستفزة ترصد السحل والضرب والتعذيب الذي تعرّض له السعدي خلال عملية الاعتقال، الأمر الذي دفع سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إلى إصدار بيان عسكري في اليوم نفسه للاعتقال، جاء فيه: "نعلن في سرايا القدس الاستنفار ورفع الجاهزية لدى مجاهدينا، والوحدات القتالية العاملة، تلبية لنداء الواجب أمام العدوان الغادر الذي تعرّض له القيادي الكبير الشيخ بسام السعدي وعائلته قبل قليل في جنين".
وأمام الاستنفار الذي أعلنت عنه سرايا القدس، قام الاحتلال الإسرائيلي باستباق ردّ المقاومة وذلك بقصفه شقة سكنية في برج فلسطين وسط مدينة غزة في 5 أغسطس/آب 2022، أسفرت تلك الغارة عن استشهاد قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس الشهيد تيسير الجعبري، وهي الشرارة التي أشعلت معركة "وحدة الساحات" التي استمرت 3 أيام.
وتمكنت حركة الجهاد الاسلامي من إطلاق أكثر من ألف صاروخ خلال يومين ونصف من المواجهات، وأحدثت صواريخ المقاومة نحو 222 ضرراً مباشراً، منها 84 في عسقلان و66 في سديروت و72 في مدن أخرى.
واستُشهد نتيجة العدوان 47 فلسطينياً وجُرح أكثر من 300، وكان من أبرز الشهداء الشهيد خالد منصور، قائد اللواء الجنوبي في سرايا القدس.
سيف القدس 2021
كانت عملية سيف القدس سنة 2021، مثلما تحمله اسمها مواجهة مختلفة بالنسبة للمقاومة الفلسطينية، التي استهدفت القدس المحتلة في 10 مايو/أيار 2021 برشقة صاروخية، بعد توتر شهده المسجد الأقصى نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية واستيلاء مستوطنين على بيوت مقدسيين في حي الشيخ جراح.
أطلق الاحتلال الإسرائيلي اسم "حارس الأسوار" على هذه المواجهة،
فيما كان الاسم الفلسطيني هذه المرة معركة "سيف القدس".
وخلال هذه الجولة أطلقت المقاومة الفلسطينية أكثر من 4 آلاف صاروخ خلال 11 يوماً، فيما تجاوز مدى الصواريخ 250 كيلومتراً ليصل إلى مطار رامون على الحدود الفلسطينية الأردنية.
أسفرت هذه الحرب عن سقوط 250 شهيداً فلسطينياً وأكثر من 5 آلاف جريح، فيما تعمد الاحتلال قصف عدة أبراج سكنية، واعترف الاحتلال بمقتل 12 إسرائيلياً وإصابة نحو 330 آخرين. وتم وقف إطلاق النار بعد وساطات وتحركات وضغوط دولية في 21 مايو 2021.
صيحة الفجر 2019
خلال هذه الجولة التصعيدية من قبل الاحتلال الاسرائيلي التي بدأت في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، عاد جيش الاحتلال لتطبيق سياسة الاغتيالات، عبر استهداف قائد المنطقة الشمالية في "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي" في غزة، بهاء أبو العطا، في شقته السكنية في حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، وأدى إلى استشهاده هو وزوجته، لتبدأ الجولة الجديدة بين المقاومة وجيش الاحتلال.
اختارت المقاومة اسم "معركة صيحة الفجر" لتسمية المواجهة، وأطلقت خلالها مئات الصواريخ على مواقع وبلدات فلسطينية محتلة، بعضها وصل إلى تل أبيب. وأسفرت هذه الجولة عن استشهاد 34 فلسطينياً، وجُرح أكثر من 100 آخرين، في حين تكتمت قوات الاحتلال على خسائرها البشرية.
العصف المأكول 2014
في السابع من يوليو/تموز 2014، بدأت قوات الاحتلال عملية عسكرية سمّتها "الجرف الصامد"، وردت عليها المقاومة بمعركة أطلقت عليها "العصف المأكول".
اندلعت الحرب بعد أن اغتالت إسرائيل 6 من أعضاء حركة حماس زعمت أنهم وراء اختطاف وقتل 3 مستوطنين في الضفة الغربية، وهو ما نفته "حماس" حينها، كما كان من أسباب هذه المواجهة أن اختطف مستوطنون الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير وعذبوه وقتلوه حرقاً.
كان هذا الاحتلال من هذه العملية بسحب ما صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو هو تدمير شبكة الأنفاق التي بنتها المقاومة تحت الأرض في غزة، وامتد بعضها تحت الغلاف الحدودي.
واستمرت هذه المواجهة 51 يوماً، شن خلالها جيش الاحتلال أكثر من 60 ألف غارة على القطاع.
أسفرت هذه الحرب عن 2322 شهيداً و11 ألف جريح، في حين قُتل 68 جندياً إسرائيلياً، وأُصيب 2522 إسرائيلياً بجروح، بينهم 740 عسكرياً.
خلال هذه المواجهة، أطلقت كتائب القسام أكثر من 8 آلاف صاروخ، استهدفت ببعضها لأول مرة مدن حيفا وتل أبيب والقدس، وتسببت بإيقاف الرحلات في مطار تل أبيب.
كما أطلقت المقاومة الفلسطينية أيضاً طائرات مسيّرة في المجال الجوي الإسرائيلي، لم تتمكن منظومات دفاع جيش الاحتلال من اكتشافها إلا بعد أن اخترقت العمق الإسرائيلي بأكثر من 30 كيلومتراً.
كما أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في 20 يوليو/تموز 2014 أسرها الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون، خلال تصديها لتوغل بري لجيش الاحتلال في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
حجارة السجيل 2012
في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، قامت طائرات الاحتلال الاسرائيلي باغتيال القيادي البارز في كتائب القسام الشهيد أحمد الجعبري، لتطلق بعدها عملية عسكرية باسم "عمود السحاب".
كان ردّ المقاومة الفلسطينية بإعلان معركة حجارة السجيل، التي استمرت 8 أيام، وتمكنت خلالها من قتل 20 إسرائيلياً وأُصيب 625 آخرون، وذلك بعد أن أطلقت أكثر من 1500 صاروخ، بعضها تجاوز مداه 80 كيلومتراً، ووصل لأول مرة في تاريخ الصراع إلى تل أبيب والقدس المحتلة.
واستُشهد خلال المواجهة نحو 180 فلسطينياً، بينهم 42 طفلاً و11 امرأة، وجُرح نحو 1300 آخرين.
معركة الفرقان 2008
في 27 ديسمبر/كانون الأول 2008، بدأت إسرائيل حرباً شاملة على قطاع غزة أطلقت عليها اسم عملية "الرصاص المصبوب"، وردت عليها المقاومة الفلسطينية في القطاع بعملية سمّتها معركة الفرقان.
كان الهدف الذي وضعته قيادة الاحتلال لهذه الحرب هو "إنهاء حكم حركة حماس في القطاع"، والقضاء على المقاومة الوطنية الفلسطينية، ومنعها من قصف إسرائيل بالصواريخ.
كما كان الهدف منها أيضاً الوصول إلى المكان الذي تخبئ فيه المقاومة الأسير جلعاد شاليط.
لكن شيئاً مما سبق لم يتحقق خلال 23 يوماً هي مدة هذه المعركة، على الرغم من استخدام الاحتلال في قصفه للقطاع، أسلحة محرمة دولية مثل الفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب، وأطلق أكثر من ألف طن من المتفجرات.
خلال معركة الفرقان، نجحت المقاومة في استهداف غلاف غزة بنحو 750 صاروخاً، وصل بعضها لأول مرة إلى مدينتي أسدود وبئر السبع، كما قتلت 13 إسرائيلياً، بينهم 10 جنود، وإصابة 300 آخرين.
وكانت التكلفة البشرية من المدنيين كبيرة، إذ قتلت إسرائيل خلال العملية أكثر من 1430 شهيداً، منهم أكثر من 400 طفل و240 امرأة و134 شرطياً، إضافة إلى أكثر من 5400 جريح. ودمرت أكثر من 10 آلاف منزل دماراً كلياً أو جزئياً.
عملية الوهم المتبدد 2006
كانت العملية التي أطلقت عليها المقاومة الفلسطينية اسم عملية الوهم المتبدد
، والتي كانت أول جولة قتال حقيقية وقعت في القطاع بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة.
جرت هذه المعركة في صيف عام 2006 حين بدأ الاحتلال عدواناً واسعاً في أعقاب عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط من قبل عناصر المقاومة.
حاول الاحتلال الإسرائيلي خلال هذه المعركة اغتيال عدد من قادة المجلس العسكري لـ"كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، على رأسهم القائد العام محمد الضيف ونائبه الحالي مروان عيسى.
أما هدف الاحتلال المعلن من وراء هذه العملية، فهو استعادة الجندي شاليط، وهو ما لم يتمكن الاحتلال من تحقيقه ليضطر لاحقاً للقبول بالمفاوضات غير المباشرة لإبرام صفقة تبادل في 2011.
عبد السلام: التحالفُ الأمريكي يهدفُ لحماية العدوّ الإسرائيلي ولن يوقفَ العمليات اليمنية
المسيرة | خاص
أكّـد الناطق الرسمي لأنصار الله، رئيس الوفد الوطني المفاوض، محمد عبد السلام، الثلاثاء، أن التحالف العسكري البحري الذي شكلته الولايات المتحدة لحماية الكيان الصهيوني وحركة التجارة الإسرائيلية، لن يوقف عمليات القوات المسلحة التي تستهدف السفن المتوجّـهة إلى موانئ العدوّ، مُشيراً إلى أن واشنطن تسعى لعسكرة البحر الأحمر وباب المندب، وأن اليمن يمتلك كامل المشروعية في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني بمواجهة العدوان والحصار.
وقال عبد السلام في تدوينة على منصة “إكس”: إن “عمليات اليمن البحرية تهدف لمساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان والحصار على غزة، وليست استعراضاً للقوة ولا تحدياً لأحد، ومن يسعى لتوسيع الصراع فعليه تحمل عواقب أفعاله”.
وَأَضَـافَ أن “التحالف المشكل أمريكياً هو لحماية إسرائيل وعسكرة للبحر دون أي مسوغ، ولن يوقف اليمن عن مواصلة عملياته المشروعة دعماً لغزة”.
وكان وزير الحرب الأمريكي لويد أوستن، أعلن في وقت مبكر الثلاثاء، عن تشكيل تحالف عسكري بحري يشمل بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا، تحت شعار مواجهة العمليات اليمنية في البحر الأحمر.
وأكّـد عبد السلام أنه “مثلما سمحت أمريكا لنفسها أن تساند إسرائيل بتشكيل تحالف وبدون تحالف؛ فشعوب المنطقة لها كامل المشروعية لمساندة الشعب الفلسطيني، وقد أخذ اليمن على عاتقه أن يقف إلى جانب الحق الفلسطيني ومظلومية غزة الكبيرة”.
ومنذ بداية انخراط القوات المسلحة اليمنية في معركة “طُـوفَان الأقصى”، حاولت الولايات المتحدة استخدام أساليب ترغيب وترهيب كثيرة لدفع صنعاء نحو وقف عملياتها العسكرية، لكن قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أكّـد بكل وضوح عدم الاكتراث لكل تلك الأساليب التي شملت التهديد بعودة الحرب وإعاقة اتّفاق وشيك مع تحالف العدوان وقطع المساعدات الأممية أَيْـضاً.
وقد أكّـد ناطق أنصار الله في تصريح لوكالة “رويترز” أن: “موقف اليمن لن يتغير في اتّجاه القضية الفلسطينية سواء تم إنشاء تحالف بحري أم لم يتم إنشاء تحالف بحري”، مُضيفاً أن “المساندة لفلسطين وقطاع غزة حتى إنهاء الحصار وإدخَال الغذاء والدواء ومساندة الشعب الفلسطيني المظلوم ستبقى مُستمرّة”.
كما أكّـد في تصريحات لقناة “الجزيرة” أن “الموقف الأمريكي لن يؤثر على عمليات القوات المسلحة في البحر الأحمر”، مُشيراً إلى أن “التحالف الذي أعلنه الأمريكيون يهدف لحماية إسرائيل والبضائع المتجهة إليها”.
وَأَضَـافَ أنه “منذ اليوم الأول لبدء عملياتنا في البحر الأحمر، تتواجد فرقاطات فرنسية وأمريكية وبريطانية تحاول إسقاط طائراتنا وصواريخنا”، في إشارة إلى أن القوى المشاركة في التحالف الأمريكي لحماية العدوّ الصهيوني موجودة بالفعل في البحر وتحاول منذ مدة حماية السفن الإسرائيلية والبضائع المتوجّـهة إلى كيان الاحتلال بدون جدوى.
وحذر من أن “أية عمليات مباشرة ضد اليمن ستوسع المعركة وتجعلها حرباً إقليمية ودولية لا يتوقعون آثارها الكارثية”.
وأضاف: “قلنا لشركات الملاحة الدولية لا داعي لإيقاف الملاحة في البحرَين العربي والأحمر، ونشيد بالشركات التي أعلنت وقف الملاحة إلى موانئ كيان العدو”، مُشيراً إلى أن “وقف الملاحة في البحرين العربي والأحمر بشكل كلي هي محاولة ضغط أمريكية وغربية للمشاركة في تحالف حماية إسرائيل”.
وأكّـد أن “السفن تمر يوميًّا في باب المندب ولا أحد يستهدفها، وعملياتنا تستهدف فقط السفن المتجهة إلى كيان العدوّ والمرتبطة به”.
وأشاد عبد السلام بموقف الدول المطلة على البحر الأحمر، داعياً إياها لأن تستمر في هذا الموقف، مؤكّـداً على أن “من يجب أن يتوجّـه إليه اللوم والضغط هم أمريكا وإسرائيل لوقف العدوان على قطاع غزة، وهذا مطلب إنساني تقف إلى جانبه أغلب دول العالم”.
وجدَّد ناطق أنصار الله، التأكيد على أن “ما تستهدفه القوات البحرية اليمنية هي السفن المتجهة لإسرائيل فقط”، لافتاً إلى أنه “يجب أن يزداد الضغط على إسرائيل لإيقاف عدوانها وفك حصارها على غزة”.
ولفت إلى أن “العمليات البحرية ستستمر على قدم وساق، وربما لا تمر 12 ساعة دون أن تكون هناك عملية ضد سفن العدو”.
-------------------------
- القسم العربي ، الشؤون الدولية.