مفهوم (الجمهورية) في الفكر السياسي للامام الخميني(قدس سره)

ID: 68935 | Date: 2021/03/31

             التوصل الى مراد الامام من عبارة (الجمهورية)، هو، احد هواجس المجامع العلمية، اليوم، في البلاد. بالطبع، يجب الالتفات الى ان دور سماحته (قدس سره)، في المجال الاجتماعي، الذي استطاع فيه، الجمع بين الفكر الديني الاسلامي والفكر العرفي، كالجمهورية، كان رائعا، حيث تمكن من ايجاد نوع من الفلسفة السياسية المركبة، قلما تواجدت في الساحة الاسلامية وحتى الشيعية، نظريا وعمليا. فقد قام بادغام نماذج دينية وغير دينية، وتحويلها الى نموذج وطني، يحتذى به في البلاد. ان موضوع (الجمهورية)، احد المكاسب الهامة المعترف بها من قبل كثير من المجتمعات الانسانية، اعترفت به الثورة الاسلامية، ايضا. واصرار الامام الخميني(قدس سره) على عبارة (الجمهورية الاسلامية)، يدل على ذلك، حيث افشل مطامع من كان يسعى لزيادة او نقصان في المفهوم انف الذكر، لغرض ما في نفسه ! ... علينا الايمان، اليوم، بان ايجاد خرق بين عوامل المجتمع، قد يجر الى طريق مغلق، ويبعث على تراجع معايير الدين الاجتماعية والسياسية في المجتمع، كما كان متواجدا قبل الامام وانتصار الثورة الاسلامية. ان وجود مجلس الشورى الاسلامي، وادارة رئاسة الجمهورية، وسائر المؤسسات المدنية وغيرها ... والدستور، يدل على الاعتراف باصل (الجمهورية) في الفلسفة السياسية للجمهورية الاسلامية ...و ما الانتخابات، المسائلة، الاستفتاء وغير ذلك، خلال قبول مبدا المعنوية والاسلامية، الا التمثيل الشامل لنبض المجتمع. اي، ان الجمهورية الاسلامية، تتحقق بالادارة، التصميم وشراكة الناس، مع الاخذ بعين الاعتبار، ان رعاية الاحكام الاسلامية، في الحكم الاسلامي، ملزم. وهكذا قام الامام (قدس سره) بالتاكيد على ذلك في مواضع مختلفة، وانه سماحته يبغي تشكيل جمهورية بالاستناد على اراء الشعب، تقوم على احكام الاسلام، ليكون الدستور، هو، دستور الاسلام، ويستطيع الفقيه، بالنظر للمصلحة العامة، ودور الزمان والمكان في الاجتهاد ومعرفة ظروف ومقتضيات الزمن بالنسبة للفقيه كحاكم، وعالم بالفقه الحكومي والسياسي الاجتماعي، والالتفات الى العرف وفهم العرف، في الاحكام الاجتماعية، يستطيع ان يلعب دورا هاما فيما يتعلق بذلك. كان سماحته (قدس سره) يؤمن بشرائح الشعب كافة، ومشاركتهم في الكفاح ومقارعة الظلم والطغيان، وان الحركة النضالية يجب ان تكون عامة، كما كانت عليه دعوات الانبياء (ع) ... وان ما سار عليه البعض قبل الثورة الاسلامية، من حركات مسلحة ضيقة، او اغتيالات هنا وهناك، لا تسمن ولا تغني من جوع ! ... فتجربة الانبياء (ع) بايجاد ثورة شاملة، تضم الجميع، هي النبراس والسراج، لانبثاق حكم اسلامي، شعبي، حسب اراء افراد الشعب، تتخلله وتجري فيه الاحكام الاسلامية.


______


_ حسين رسولي، من مقدمة لاطروحة دراسة عليا، قم، 1378ه ش. (1999م) .


بتصرف. _ القسم العربي، مؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام الخميني (قدس سره) .